أسرّت مصادر أفلانية أن عدة أسماء في جبهة التحرير الوطني دخلت في حراك مسبق للدفع بنفسها إلى أحسن رواق لخلافة عبد العزيز بلخادم الذي يبقى في موقعه رغم تعاظم عود معارضته داخل الحزب، وطفت إلى السطح أولى أسماء المرشحين، أهمهم وزير النقل عمار تو والمجاهد صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعيداني والوزير الحالي للعمل الطيب لوح. رغم أن عبد العزيز بلخادم لا يزال في منصبه ويؤكد بصفته أمينا عاما أنه باقٍ فيه ولا يملك أية نية للاستقالة ولم يتلق أية إشارة بأنه لم يعد مرغوبا فيه على رأس الأفلان، إلا أن “الديناصورات" استبقت حراكا يسمى “مرحلة ما بعد بلخادم"، وتقول المصادر إن مجموعة من الأسماء شرعت في العمل جديا لخلافة بلخادم، وانشطرت جبهة التحرير الوطني إلى فرق من عشرات النواب والمناضلين من “ذوي الثقل" للعمل لصالح أحد المرشحين السابق ذكرهم. وتفيد المعلومات أن صالح قوجيل الذي كان أول منسق لحركة التقويم والتأصيل، أصبح المناضلون يفهمون من كلامه لدى التحدث معهم حول ما يجري في الجبهة حاليا أنه مهتم بخلافة عبد العزيز بلخادم وأنه لا يتوانى عن الكلام عن كونه أول من قاد ضده معارضة صريحة وواضحة، ويقول محدثنا الأفلاني إن تنصيب رئيس الجمهورية، لصالح قوجيل ضمن الثلث الرئاسي “جعله يفهم أنها إشارة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لجعله خليفة لبلخادم"، إلا أن هذا الأخير لم يعد يحظ بالسمعة التي كانت لديه سابقا سواء ضمن التقويميين أو أنصار بلخادم، بعد الانسحاب الغامض له من حركة التقويم والتأصيل قبيل التشريعيات، وهو الانسحاب الذي فُهم بأنه صفقة خفية أبرمها مع بلخادم لدواعٍ شخصية، ويعد قوجيل في أعين أنصار بلخادم من أردأ النماذج التي يمكن أن تترشح لخلافته في وقت يجري حديث عن التشبيب ونهاية الشرعية التاريخية التي أعلنها الرئيس بوتفليقة شخصيا. ويعد عمار تو وزير النقل هو الآخر من بين أهم الأسماء طرحا بعد قوجيل، إذ تقول مصادر “الجزائر نيوز" إن الأخير سبق والتف حوله فريق يشكل حاليا خلية عمل حقيقية داخل الجبهة لإقناع المناضلين بمساندة تو. ويلقب عمار تو وسط المناضلين ب “ستالين الأفلان"، لصرامته وشخصيته القوية، فضلا عن عامل “الجهة" الذي أصبح محددا في أذهان العديد من المحللين والمتتبعين للشأن السياسي للفصل في المسؤوليات الحساسة، إذ هذا العامل يتوفر في تو ويعطيه أفضلية التواجد في أحسن رواق لخلافة بلخادم، بينما لا تعرف مصادرنا ما إذا كان مرغوبا فيه بشدة في حال تحقق سيناريو رحيل بلخادم. أما الطيب لوح، فإن اسمه يعد أقل طرحا لكنه لا يقل أهمية عن زميله في المكتب السياسي، خاصة وأن لوح من المهندسين الثلاثة للمؤتمر التاسع الأخير، فضلا عن أنه يتمتع بعامل “الجهة" وامتلك خبرة طويلة ووضع فيه رئيس الجمهورية ثقته في العديد من المرات خلال حكمه لتمثيله في مناسبات دولية ووطنية، علاوة على رصيده في مجال القضاء ونقابته، إلا أنه يبقى دوما محسوبا على الأفلانيين الذين ساهموا في تشتيت صفوف المناضلين، بسبب الإقصاء الذي نسبه له المناضلون رفقة حراوبية وتو في المؤتمر التاسع، إلى درجة جعلت رئيس الحزب بوتفليقة يستدرك “مهزلة" إقصاء العربي ولد خليفة من العضوية في اللجنة المركزية بتعيينه على رأس المجلس الشعبي الوطني، بعد جعله رأس قائمة العاصمة في التشريعيات الماضية بشكل فجائي. أما سعيداني فهو من الأسماء المطروحة أيضا لكونه لم يتموقع في الصراع الذي أفرزه المؤتمر التاسع وكان دوما في فريق مبادرة الصلح، فضلا عن أنه التزم الظل منذ مغادرته البرلمان إلا أن بقاء عهدته على رأس الغرفة السفلى بحسب نظر العديد من المتتبعين للشأن السياسي، كأسوأ عهدة تشريعية في تاريخ البلاد، تجعله من قليلي الحظ في خلافة بلخادم في حال رحل الأخير، ثم أن ملف الامتياز الفلاحي الذي ذكرت الصحافة في مناسبات عديدة أنه متورط فيه، يأتي كعامل منفر لجعله خليفة لبلخادم ولو أنه “ليس أقل سوءا منه للفساد المالي والسياسي الذي أوقع فيه الحزب هو الآخر" يعلق مصدرنا. وسألت “الجزائر نيوز" عما يجري على الألسن بخصوص عبد الرزاق بوحارة وعبد القادر حجار وعبد الكريم عبادة، فقالت إن ثلاثتهم غير متحمسين، “ويبقى احتمال بروز شخصية أخرى مخالفة للتوقعات واردا جدا وهي السيناريوهات التي يحبذها بوتفليقة كثيرا"، يضيف أفلاني، الذي يقول أن بلخادم “يبحث حاليا عن توليفة خروج من باب أنه لم يُدفع للاستقالة بل اُستدعي لمهام سيُكلف بها لاحقا".