نظم بنزل السفير، أمس، لقاء تضامني مع المساجين الصحراويين، المقدر عددهم ب 24 سجينا، اعتقلهم الاحتلال المغربي بمدينة قدايزيك منذ عامين بطريقة تعسفية بسبب نضالهم من أجل قضيتهم العادلة، حيث سيمثلون، غدا الجمعة، أمام المحكمة العسكرية بدل المدنية في خطوة أخرى أثبت من خلالها النظام المغربي ضربه عرض الحائط بكل المواثيق الدولية. قد شهد اللقاء حضور السيد حم البونية، والي ولاية العيون، والسيد محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، وحكيم بطاش رئيس المجلس الشعبي للجزائر الوسطى، بالإضافة إلى عدة وجوه من المجتمع المدني الجزائري والصحراوي، الذين تداولوا على الكلمة وأبرزوا مدى الاضطهاد الذي يعيشه في ظل الصمت العالمي حيال ما يحدث بالاراضي الصحراوية. وفي هذا الصدد، أشار والي ولاية العيون، حم البونية، قائلا: “هذه الوقفة التي نظمت، اليوم، تضاف إلى عديد الوقفات التي نظمت بالجزائر من أجل مساندة الشعب الصحراوي ودعم استقلاله وتقرير مصيره، إننا اليوم نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بفك الحصار عن هذه القضية، وأن يتدخل لايقاف الاضطهاد الذي يمارسه المستعمر المغربي ومنه محاكمة مناضلينا الذين مكثوا في السجون المغربية منذ عامين في محكمة عسكرية بدل مدنية، فضلا عن الحصار الإعلامي حول مصير قضيتنا". وإذ طالب المتدخلون بإطلاق سراح المعتقلين من السجون المغربية لمواصلة نضالهم من أجل حقهم الشرعي في الاستقلال وتقرير مصيرهم، فقد تضمنت التدخلات معاناة هؤلاء المعتقلين الذين يخضعون للتعذيب والإهانة والمحاكمات الظالمة التي لجأ إليها النظام الاستعماري المغربي لطمس نضال الشعب الصحراوي منذ أربعين سنة. كما توقفت بعض التدخلات، عند موقف الأممالمتحدة حيال ما يحديث في آخر مستعمرة إفريقية، مشددة على مبدأ التعامل مع كل القضايا على قدم المساواة، خاصة موقف فرنسا التي تخلت عن مبادئها حول حقوق الإنسان، حيث سارعت إلى التدخل في مالي في الوقت الذي ما يزال الصحراويون يعانون الويل في الأراضي المحتلة والسجون المغربية، حسب، نورية حفصي، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات “نعتبر القضية الصحراوية عادلة ونطالب الأممالمتحدة بالتدخل، كما فعلت في العراق، وسوريا، ونطالب فرنسا عن الكف عن عرقلة مسار تحقيق الشعب الصحراوي لمصيره، إننا اليوم نستوقف الضمائر الحية في العالم للتدخل من أجل وقف المحاكمات الظالمة للشعب الصحراوي المناهض للاحتلال المغربي". أما الصادق بوقطاية، عضو اللجنة المركزية للافلان، فلم يتردد في وصف ما يجري بالأراضي الصحراوية، بما تمارسه اسرائيل في فلسطين، من خلال تمكين المغاربة من بناء مستوطنات على الأرضي الصحراوية: “ما ذنب ال 24 صحراويا الذين خرجوا وطالبوا بحقوقهم وحريتهم، ليجدوا أنفسهم، اليوم، أمام محكمة عسكرية مغربية في ظل صمت العالم". وخلال تدخل مقتضب لرئيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي، محرز العماري، أشار إلى أن محاكمة ال 24 سجينا صحراويا يتزامن مع الذكرى الأربعين لنشأة جبهة البوليزاريو التي تصادف، يوم 10 ماي، من كل سنة، وكذا الذكرى الأربعين لاندلاع الكفاح المسلح للشعب الصحراوي: “نحن مجتمع مدني ومن خلال هذه المناسبة نجدد وقوف الشعب الجزائري ومساندته للقضية الصحراوية وشعبها، وقد قررنا أن نمنح مليون ونصف المليون علم للشعب الصحراوي بمناسبة الذكرى الأربعين وباسم 48 ولاية جزائرية، وهي رسالة قوية، وإذا لم يفهم العالم وعلى رأسه فرنسا هذه المبادرة ستكون هناك هدايا أخرى تحمل مغزى آخر في المستقبل".