هيلاري كلينتون قررت أن تترك السياسة وتتفرغ للعمل الخيري مع زوجها وابنتها واستبعدت أن تعاود الترشح للرئاسيات كما فعلت سباقا. نهق حماري بدهشة وقال: خير ما فعلت، ولكن مع ذلك هؤلاء الناس يحترمون أنفسهم ويعرفون متى يرمون المنشفة. قلت: ليس مثلما يحدث عندنا ،في سوق السياسة، الذي تحول إلى “بازار" كبير فيه البائع والمشتري على حد سواء. قال: لا أحد يضع حدا لعمله السياسي إلا بإيعاز ومعارك طاحنة وغيرها من روح وأرواح، وصلت إلى حد الضرب والجرح واستعمال السلاح الأبيض. قلت: لأن مفهومهم للسياسة يختلف عن مفهوم هيلاري. قال ساخرا: هي لا تلعب. قلت: هل هم يلعبون يا حماري؟ قال: لا ليس كذلك، ولكن ساستنا تسوساوا في سياستهم واعتبروها طريقا للمكسب وربط المعارف والعلاقات والامتيازات، لذلك يصعب عليهم التنازل عن كل هذا “الخير"، أما من يمارس السياسة الحقيقية فأكيد أنه سيأتي يوم ويكره منها، لأنها ليست مغنما له بل هي عمل متعب يستوجب الدقة والتركيز والحيطة والمناورة. قلت: وهل تظن أن هيلاري تصلح في أعمال الخير بعد أن قادت السياسة الخارجية لأكبر دولة في العالم؟ نهق حماري نهيقا مخيفا وقال: قد تفعل هي ما لا يفعله غيرها. قلت: وهل من يمارس السياسة يمكن أن يتقاعد ويفكر في شيء آخر؟ قال: أنا حمار ولم أمارس السياسة يوما، حتى أجيبك، ولكن الوقت كفيل بأن يجعلك مواطنا عاديا. قلت: مثلما هو حال ساركوزي الآن؟ قال وهو يضرب بذيله: تنقصنا الثقافة السياسية لهؤلاء، ولو عرفنا كيف نقلدهم في ذلك أكيد أننا سنربح الكثير ولكن للأسف جميعنا نحفظ قاعدة هنا يموت الساسي.