الغضب الذي يبديه الناس ضد خسارة الفريق الوطني ومدربه حاليلوزيش، يبين أن هذا الشعب مازال قلبه حيا وليس “بارد قلب" كما يشاع، لكن الغريب أن الشعب نفسه الذي ينتفض ضد مدرب كرة قدم، لا يحرك ساكنا أمام العوج والمرج والهرج الذي يظهره الكثير من المسؤولين الذين لم يفشلوا في تسيير شؤون الدولة فقط، بل تجاوزوا مرحلة الفشل إلى العجز الكبير، ومع ذلك الكل فرحان. هل انتقد أي كان وزير الصحة ووزير العمل ووزير الأكل والشرب ووزير التليفونات والمواصلات والأنترنتيت ووزير الطرقان المهرسة من كل جانب؟ لم أسمع أبدا إجماعا واحدا ضد أي مسؤول كان، كما يحدث مع حاليلوزيش الذي ينتقده أربعون مليون جزائري، متناسين أن مشاكلهم ومآسيهم أكبر بكثير من جلد منفوخ يجري في كل الاتجاهات. فعلا مسكين أنت أيها البوسني، الذي أصبحت متنفسا لكل من يملك مشكلة ويحاول الفضفضة من خلال انتقادك واقتراح خطط لعملك، ومسكين أيضا هذا الشعب الذي “يتعلق في الراشي" وعوض أن يجبر هذه السلطة على احترام كرامته أصبح يعيش التمويه والترفيه وكأنه غير معنٍ بثروات البلاد المسروقة. نحن دائما هكذا، نترك “المعلقة" وننظر إلى “المبلقة"، ونترك الحكومة بكل وزرائها الذين لا يعرفون شعبهم ونصب غضبنا على البوسني الذي يقود فريقا لكرة القدم. إذا كان فعلا قلبكم “ماهوش بارد"، وجهوا سهامكم نحو الذين يستحقونها وتركوا حاليلوزيتش في حاله، لأنه هو على الأقل يعمل ولا “يتكسل" مثل غيره.