انتقل، أمس، المخرج السينمائي والباحث في الثقافة الأمازيغية عبد الرحمان بوقرموح عن عمر يناهز 77 سنة إلى رحمة الله، بعد صراع لعدة سنوات مع المرض، بمستشفى بير طرارية بالأبيار بالجزائر العاصمة، الذي دخله، الأربعاء المنصرم، بعد تعرضه لوعكة صحية. سيتم إجراء مراسيم الجنازة، غدا الثلاثاء، بمسقط رأسه بقرية إيغزر أمقران ببلدية أوزلاقن التاريخية بولاية بجاية. حسب ما علمته “الجزائرنيوز" من مصادر مقربة من عائلة الراحل، فإن حالته الصحية عرفت تدهورا وترديا كبيرين منذ شهر جوان من السنة الماضية، حيث تم إسعافه بمستشفى سيدي عيش ببجاية لعدة أيام قبل أن ينصحه الفريق الطبي بالتوجه إلى العاصمة لمواصلة العلاج. ويعتبر عبد الرحمان بوقرموح أحد أبرز المخرجين السينمائيين بالجزائر وخصوصا الأفلام الناطقة باللغة الأمازيغية نظرا لنجاحه في التأسيس لسينما جزائرية جديدة وبأسلوب فني وتقني يمزج بين الهويتين القبائلية والجزائرية، حيث يلقب ب “أب السينما الأمازيغية" بعد إخراجه لأول فيلم ناطق باللغة الأمازيغية بداية التسعينيات تحت عنوان “الربوة المنسية" للكاتب مولود معمري، وهو الفيلم الذي يحاكي واقع شباب منطقة القبائل إبان الحرب العالمية الثانية، حيث فاز هذا الفيلم بعدة جوائز بالجزائر وخارج الوطن. ويعرف عبد الرحمان بوقرموح إلى جانب السينما بالباحث في الثقافة والتاريخ الأمازيغي وكذا أحد المؤطرين للجيل الجديد من السينمائيين. ورغم تقدمه في السن وتردي وضعيته الصحية منذ أكثر من 4 سنوات، لم يتوقف بوقرموح عن القيام ببحوثه حول تأطير الشباب السينمائيين، وكان يحضر كل المهرجانات السينمائية خصوصا المهرجان السنوي الوطني للفيلم الأمازيغي وكذا مختلف مهرجانات المسرح متحديا المرض.