قلت لحماري بعد أن قرأنا حادثة الضرب التي تعرضت لها إحدى المحاميات من طرف نائبة في البرلمان الجزائري، التي أقدمت على صفعها على خدها وشدها من شعرها، ترى كيف سيكون حالك لو كنت أنت الضحية؟ نهق نهيقا خفيفا وقال: كنت أزيدها الخد الثاني وأقول لها “نحيلي جد بابا". قلت مندهشا: صحيح ما تقول؟ قال ساخرا: صحيح ونص، لماذا أنزعج وأنا في الأصل قبلت بنواب بلطجية وصلوا إلى البرلمان بشكارتهم ومعارفهم وأشياء أخرى، ثم ماذا كنت تتصور منهم أن يفعلوا سوى ضربنا على رؤوسنا؟ قلت: كنت أنتظر أن يمثلونا في البرلمان ويطرحوا انشغالاتنا وهمومنا. قال: أنت كثير الأحلام ويجب أن تضع أقدامك على الأرض حتى لا تتأثر مرة أخرى من سماع مثل هذه الأمور. قلت: لكن، هل يعقل أن يصل الأمر إلى الضرب؟ نهق نهيقا مخيفا وقال: “بركا ما تتمهبل"، سبقها الكثيرون هل تريد أن أعدّهم لك؟ قلت: أعرفهم، ولكن قلت ربما ستتغير الأمور. قال صارخا: الرئيس أراد الإكثار من نون النسوة في السياسة متناسيا أن المرأة سلاحها لسانها ويدها وكل شيء يمكن أن يستعمل ضدها. قلت: أنت متخلف جدا أيها الحمار، لماذا لا تريد أن تكون المرأة في ملعب السياسة؟ قال معترضا: لم أقل هذا، ولكن السياسة لها ناسها سواء كان ذكرا أو أنثى، وأنا لا أعترض على وجود المرأة ولكن يجب أن يكون المستوى هو الذي يحدد المعايير لا أشياء أخرى. قلت ضاحكا: هل سمعت أن والد أحد النائبات أراد أن يحضر الاجتماع في مكانها لأنها كانت مشغولة بأمورها عن أمور الشعب. انفجر حماري ضحكا وقال: هيا اشرب من البحر. قلت: عجب ما يحدث ولكن علينا أن نعي جيدا أن السياسة شيء وما يحدث من ألاعيب الشكارة التي أفرزت هذه النوعية من النواب شيء آخر.