بعد صحن اللوبيا الحار والساخن الذي أكله حماري، استسلم لشبه غيبوبة لا يمكن سوى القول بأنها “صرعة حمار" نتج عنها الكثير من الكلام غير المفهوم، ومع ذلك حاولت أن استدرجه للحديث فقال... كل شيء غير مفهوم في هذا البلد لماذا العتاب يقع علي أنا فقط؟ قلت.. لأنك كنت “تهترف" وتخلط الكلام باللوبيا. نهق نهيقا مخيفا وقال... العالم كله يوجه أنظاره نحو جنوبنا بكل ما فيه من خيرات ونحن عقولنا مشغولة بما سيحدث في جنوب إفريقيا. قلت ضاحكا.. الرئيس في حد ذاته تجاوز الأمر وبعث برسالة تشجيع للخضر وأنت الحمار الذي يعيش على الهامش تخلط السياسة بالبالون؟ قال... أنا فعلا حمار ولكن مع ذلك قلت لك إن قلبي على بلدي وأخاف أن يحدث ما لم نحسب له أي حساب. قلت... تريد أن تقول بأننا دائما نهتم بأشياء ليس لها قيمة في حين أن من يتربص بنا يحسب لنا كل خطوة نخطوها؟ قال... هل عندك شك في ذلك؟ قلت... لا أدري ولكن.... قال... كل التصريحات قالت بأن الذين قاموا بالهجمة الإرهابية هم من المرتزقة الذين يحملون جنسيات مختلفة وهذا يعني أن الضربة يمكن أن تكون مدبرة. قلت... وهل تشك في جهة معينة أيها الحمار؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... لولا دوخة اللوبيا الحارة لاستطعت أن أحلل الأمر بطريقة أكثر دقة. قلت... عندما “تفطن" إذا ادلي بدلوك في ما يحدث ما دامت كل قنوات الحوار مغلوقة ومنعدمة لم يبق لنا سوى رأي حمار مثلك حتى نستنير به. هزّ ذيله الطويل وضربني به في حركة مستنكرة لما أقول وقال يجب أن تفهم أن الخطر والعدو يحيط بنا من كل جانب وما حدث مؤخرا يؤكد أن الجزائر ما زالت وستبقى مطمعا دائما لكل الدول التي يسيل لعابها على النفط وغيره. قلت... ونِعْمَ الرأي أيها الحمار ولكن من يسمع كلامك؟