صرح السفير البريطاني بالجزائر مارتين روبر أن المملكة البريطانية جد متفهمة لموقف الجزائر من اعتداء إن أمناس النابع من موقفها السيادي، كما أوضح أن بريطانيا قد تفهمت ثقل العملية وتعقدها في مجابهة قائد إرهابي مدجج بالسلاح. وحرص السفير البريطاني خلال الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمقر السفارة على تقديم توضيحات بشأن أول ردة فعل للإدارة البريطانية على عملية إن أمناس قائلا: “يجب أن تتفهموا حدة الضغوطات التي واجهها الوزير الأول دافيد كاميرون من قبل المملكة المتحدة بوجود رعايا بريطانيين في وضعية خطيرة وصعبة لحظة خطف الرهائن بموقع إن أمناس، والتي انتهت بمقتل ستة من رعايانا". وأضاف ممثل الدبلوماسية البريطانية بأن الإدارة البريطانية اقتنعت حاليا بأن العملية تتعلق بجماعة إرهابية مشكلة من أكثر من 30 إرهابيا مدججين بالسلاح قدمت مطالب يستحيل تحقيقها، كما أننا نتفهم بأن الجزائر بلد سيد في اتخاذ قراراته، مشددا على التأكيد بأن الإدارة البريطانية بعد الزيارة الاخيرة للوزير الاول البريطاني وبعد الشروحات التي قدمت له، قد تيقنت بأن كل القوى الأمنية في العالم يمكنها أن تواجه صعوبات كبيرة عندما تجد نفسها في مواجهة وضعية مثل تلك التي عرفتها الجزائر في إن امناس. وذكّر السفير بالتصريحات التي قدمها الوزير الأول أمام البرلمان البريطاني والتي قال فيها: الغرفة ستتفهم وأنا متأكد من ذلك، في ظل الصعوبات التي واجهتها الجزائر أمام أكثر من 30 إرهابيا على استعداد لقتل الأبرياء في مركب صناعي شاسع خطير وبمعزل عن كل شيئ. عملية إن أمناس دعمت أكثر مساعي التعاون بين البلدين في مجابهة الإرهاب - يقول المسؤول البريطاني -، حيث تم تنصيب فوج عمل من الخبراء من البلدين في مجال محاربة الإرهاب هدفه وضع إستراتيجية شراكة في الأمن الاستراتيجي تكون على مستوى بين القيادات العليا للبلدين، إذ تقرر عقد أولى لقاءات هذا الفوج في الأسابيع القليلة القادمة. وتعتبر الجزائر بالنسبة للمملكة البريطانية، أضاف المتحدث، مفتاح المنطقة في قدرتها على محاربة الإرهاب، ولهذا فإننا حريصون على العمل معها، كما أننا على اتصال مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية من أجل فتح حوار سياسي على أعلى مستوى بين البلدين.