قالت أخبار الجرنان بأن المديرية العالمة للحماية المدنية فصلت موظفين لأنهم بلغوا عن الرشوة في قطاعها وقاموا بتقديم ملفات فساد لقطاع العدالة. نهق حماري نهيقا مخيفا وقال: لا غرابة في ما تقول وأمر عادٍ جدا أن يفصل من يكون ضد الفساد لأن الإدارة لا تعترف بهؤلاء النزهاء بل تريد فاسدين ومفسدين، تريد راشين ومرتشين حتى تستمر على النهج والمنوال نفسه. قلت: يبدو أنك زطلت يا حماري. قال ساخرا: أنا دائما مزطول مما يحدث عندنا ولقد تابعنا سويا ما حدث للجمركي الذي بلغ أيضا عن قضية فساد في سوناطراك واتهم بالقذف ولولا أن القضية تم تداولها إعلاميا ما خرج منها المسكين بريئا وسالما. قلت: غريب حال هذه الدنيا اللعينة. قال: نحن هم الغرباء، الدنيا تسير على نفس نهجها منذ قديم الزمان وما تراه من ممارسات وتسمعه من هنا وهناك حول الفضائح والمساومات أمر عادٍ جدا. قلت بدهشة: ولماذا تصرفت الإدارة مع هؤلاء بالفصل. نهق وقال: قلت لك هي لا تريد التغيير. قلت: لكن، هذا خطأ كبير. قال: الخطأ أن تغير وتلتزم وتبحث عن الصواب في وسط العتمة والظلام. قلت: لكن المنطق يفرض عليك ذلك. قال مقهقها: قلت لك يا عزيزي إن معايير الحياة تغيرت وأصبحت الرشوة والمعريفة هي الأصل في كل شيء وما تبقى هو مجرد فرع لا غير. قلت: سبحان الله كيف تتغير الدنيا. ضرب بذيله يمينا وشمالا وقال: هذا هو حال بلادنا التي لا يمكن أن تشفى من الفساد، إنه نخر في جسده مثل السرطان الذي لا يبرأ إلا بالبتر، ولكن المصيبة أنه ليس هناك إجماعا على هذه النظرية التي يستهجنها الجميع دون استثناء.