مسك حماري أنفه “بمساك" كبير وضغط على أنفه حتى لا يشم الروائح المختلطة والمنبعثة من كل مكان. قلت له: ما بك، هل أنت خائف من الزكام أو من أنفلونزا الحمير. قال ناهقا: أخاف من أنفلونزا الفساد التي أصبحت تصيب الجميع. قلت ساخرا: تخاف أن تصبح حمارا مفسدا على “شيب عمرك"؟ قال: مستحيل. هل تشك بأخلاقي وقتاعاتي؟ قلت:لا، ولكن الحياة فيها الكثير من المفاجآت المفجعة. قال: لكن أن أتحول إلى مفسد في الأرض هذا مستحيل. قلت: لكن إذا جرى المال بين يديك وأصبحت من جماعة “الدخلات والخرجات" أكيد ستصبح مثلهم جميعا. نهق نهيقا مخيفا وقال: على الرغم من ضغط “المساك" إلا أن الروائح تتسرب، يبدو أنها كثيرة ومتشعبة و«قاسحة". قلت ضاحكا: يبدو أنك تهلوس ولا تفرق بين روائح الفساد وروائح المقروط. قال: أي مقروط هذا الذي تتحدث عنه يا عزيزي.. لم يبق في المكان رائحة زكية وكلها تخلطت بما يفعله المفسدون في الأرض. قلت: والحل يا حماري، هل سنبقى نعيش وسط هذا الفساد؟ قال: لست قاضيا حتى تسألني بل اسأل من هم مخولين لمعاقبة ومحاسبة هؤلاء. قلت: لكن، لا أحد يتحرك. قال ناهقا: لا أعرف، ولكن الأكيد أن كل ما حدث من فساد من قبل لم يتحرك أحد لردعه فأنصحك ألا تنتظر الكثير. قلت: لا أنتظر ولكن أمثالي يتفرجون فقط. قال ناهقا: محلاها فرجة خاصة إذا كان أنفك ممسوكا.