أكلنا أنا وحماري لوبيا ساخنة وحارة حتى أصبحنا نهذي من التخمة التي أصابتنا وفجأة قلت له... ترى كيف حال أويحيى؟ اندهش حماري من سؤالي المباغت هذا وقال... أنت تعرف أن السياسة تذهب السكرة لأنك يجب أن تكون “مصحصحا" حتى تتمكن من فك شفرات ما تقول. قلت ساخرا... هل السؤال عن أويحيى خطير لهذا الحد؟ قال... لا أعرف ولكن أنت تدرك جيدا ما يدور في فلكه. قلت... ماذا يدور، قل بربك قال ناهقا... هل ذهب حتى يعود يا ترى؟ قلت... هو دائما يذهب ويعود حتى سمي بالرجل الذي يخرج من الباب ويدخل من النافذة قال ضاحكا... ولكن هذه المرة ليس ككل مرة قلت... أتحداك بصحن لوبيا ساخن وحار إن لم يعد قال... لا تتحداني لأن السياسة في بلادنا هي الشيء الزئبقي الوحيد الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحكم فيه. قلت... أنا لا أقول التحكم ولكن أقول نتطلع.. نحلل.. نبحث... نناقش قال ساخرا... ما الذي ذكّرك بهذا الرجل الآن بالذات قلت لأني أعرف أن أزمة الأفلان ستهدأ ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة قبل الانفجار، والمشهد يجب أن يمتلئ بأخبار الأرندي ومشاكله. قال... لكن المشهد ممتلئ عن آخره بفضائح الفساد التي ضربت سوناطراك ومسؤوليها قلت... كل شيء في مكانه ولا تخلط هذا بذاك قال ضاحكا... وراسك كل شيء “مخلط" ولا يمكن أن تفصل شيئا عن الآخر قلت... المهم ارجع بنا إلى رأس الخيط وقل أين هو أويحيى قال ضاحكا... أنا أقول لك بقرة وأنت تقول احلبوها... سبحان الله من البشر مثلك.