تشكل أعمال عبد المالك صياد (1933-1998)، مؤسس علم الاجتماع الهجرة والاغتراب، موضوع عمل بحث حول ظاهرة الهجرة، شرع في تجسيده، مؤخرا، من طرف المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية المتواجد مقره بوهران. وأبرز، سيدي محمد محمدي، الذي يقود هذا العمل بمشاركة فريق متكون من ستة باحثين من المركز المذكور متخصصين في موضوع “مدن وأقاليم" أن تجربة الهجرة بالجزائر المعاصرة: “البحث في تصور عبد المالك صياد" تشكل عنوان هذا المشروع البحثي. وفي السياق ذاته، ستكون أعمال صياد، محور ملتقى دولي سينتظم في ماي المقبل، بوهران، حسب ما أعلنه، محمدي، الذي يترأس لجنة التنظيم لهذه التظاهرة العلمية التي تتمحور حول موضوع “عبد المالك صياد هجرات وعولمة". ويأتي هذا اللقاء تتويجا لسلسلة من اللقاءات المكرسة لصياد، أطلقت في فيفري 2010 من قبل المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية، بالشراكة مع المعهد الفرنسي لوهران، والتي سمحت بتنظيم ثماني ندوات وأربعة ملتقيات تكوينية لفائدة العديد من الباحثين والطلبة من مختلف مدارس الدكتوراه الجزائرية المتخصصة في الأنثروبولوجيا. وعلاوة على تحاليل مفهوم علم الاجتماع لدى عبد المالك صياد، تم اقتراح أيضا، أنشطة أرشيفية لطلاب الدكتوراه، كما ذكر محمدي، مشيرا من جهة ثانية، إلى أعمال أخرى أجريت مثل الترجمة إلى العربية لمؤلفات هذا المفكر الجزائري. وترمي هذه المبادرة الأخيرة التي يطمح من خلالها إلى إدخال وحدات تكوينية في البرامج الجامعية إلى جذب، قدر الممكن، اهتمام أكبر عدد من الطلبة حول فهم آليات الهجرة على ضوء أعمال صياد. وسينتظم الملتقى المقبل، الذي سيختتم سلسلة الدورات المخصصة لهذا المفكر الكبير في علم الاجتماع، من قبل المركز المذكور، بمشاركة جامعة تلمسان وشركاء اخرين مثل جمعية أصدقاء صياد وجمعية حماية موقع لافيلات (فرنسا).