انتقلت عدوة الاحتجاجات من الجنوب إلى الغرب، وهذه المرة انتفض شباب وهران احتجاجا على ما سموه بالظلم والحقرة وعدم تشغيلهم في المنطقة الصناعية التابعة لهم. قال حماري وهو يدخن سيجارته العاشرة... كل شيء متوقع أن يحدث عندما تكون الحكومة في حد ذاتها تمارس هواية البريكولاج في معالجة مشاكل الشعب. قلت... ماذا تريد من الحكومة، هل عليها أن تصنع لكل مواطن مصنعا مثلا؟ نهق نهيقا مخيفا ممزوجا بروائح الدخان الكريهة وقال... لما لا إذا كان هذا هو الحل؟ قلت... لا تتغابى يا حماري وكن منطقيا في نقاشك. قال ساخرا... الحكومة يجب أن تجلس إلى بعضها وتمسك الخريطة في يدها ثم تقوم بإعداد خطة حقيقية وفعلية لكل ولاية حسب متطلباتها وثرواتها وليس أن تتحول إلى رجل إطفاء تمسك بخرطوم الماء وتنتظر أن تشتعل الحرائق لتطفئها بالمال. قلت... ربما الحكومة لها نظرة أخرى غير نظرتك؟ قال ضاحكا... ما لا تريد فهمه أنت أن ما أقوله ليس نظرتي الخاصة ولكنها الخطة اللازمة لإخراج البلد من الدوامة التي يتخبط فيها. قلت... وهل تظن أن الحكومة تغفل شيئا يمكنه أن يكون في صالح الشعب؟ قال... الحكومة يا عزيزي لا تعرف شيئا عن الشعب، لا احتياجاته ولا طموحه ولا أفكاره ولا تطلعاته، تراه على شكل أفواه مفتوحة كلها تريد أن تأكل وهناك من حالفه الحظ ووجد اللقمة وهناك من لم يجد وفقط. قلت مندهشا... تفكيرك مسطح ايه الحمار ويحتاج إلى تعديل. قال ناهقا... أنا أفكر كما يجب وأعرف جيدا ما أقول ولكن على الحكومة أن “تخاف ربي" في هذا الشعب وتعامله على أساس أنه مواطن يحتاج إلى الاحترام والتقدير. قلت... لماذا تقحم السياسة في هذا؟ قال... هذه ليست سياسة ولكن ما يحدث يجعلك تفكر أن هذا البلد يسير من طرف حكومة طايوان لا تعرف ما يحتاج إليه شعبها الذي عانى ويعاني معها لدرجة أنهما أصبحا خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا بأي شكل من الأشكال.