نهق حماري نهيقا مخيفا وهو يتابع أخبار شكيب خليل التي قالت إنه باع كل ممتلكاته وفر هاربا للخارج دون أن يوقفه أحد، وكأنه لم يفعل شيئا يذكر؟ قلت.. كفاك نهيقا لقد “صدعتني"، الرجل خرج منها مثل الشعرة من العجين وأنت تغضب وتنهق؟ قال.. أريد أن أعرف شيئا واحدا، كيف تسير الأمور في هذا البلد؟ قلت.. تسير على ما يرام وكل صاحب حق يأخذ حقه. قال.. إذن كيف تركوا شكيب خليل يهرب؟ قلت.. من قال إنه هرب؟.. الرجل أخذ مال ممتلكاته حتى يضعه في ودائعه الأمريكية ثم سيعود للجزائر من أجل الحساب؟ قال ساخرا.. إذا عاد وحوسب سأقطع ذراعي. قلت ضاحكا.. إذن اقطعه من الآن لأن الرجل سيعود وسيقدم أمام محاكمة عادلة وشفافة، وسيرمى في سجن الحراش مع المجرمين وقطاع الطرق. قال.. مزاحك ثقيل وأنا لا أريد أن أدخل معك في جدل عقيم. قلت ضاحكا.. أنا أقول الحق وأنت تعرف أننا في دولة القانون سبق لها أن حاسبت الخليفة عبد المومن وأرجعت المال المسروق والمنهوب كله إلى خزائن الدولة، فكيف ستقف عاجزة أمام رجل باع سوناطراك كلها؟ قال.. كلامك سيصيبني بالجنون. قلت.. بالعكس كلامك أنت هو الذي يبعث على الغثيان ويؤكد أنك حمار “مشكاك" ولا تثق في دولة القانون. قال غاضبا.. هل تدرك ما تقول؟ قلت.. كل الشعب يثق في عدالة الدولة وأنت لا، هل تريدني أن أكذب الجميع وأصدق حمارا معقدا مثلك؟ قال وهو ينهق بصوت عال.. أنا مجنون.. أنا مجنون.. أنا مجنون.. قلت.. هكذا يكون مصير من يتطاول على القانون.