النار المشتعلة في الجنوب الجزائري يبدو أنها لن تخمد بمجرد قرارات من الوزير الأول، لأن الوضع فعلا يستحق الاستعجال والدراسة المعمّقة للتهميش الذي طال الشعب حتى صرخ وثار على الحڤرة والظلم. نهق حماري نهيقا مخيفا وقال.. والآتي أعظم يا عزيزي ولا تظن أن الشعب سوف يتحمل أكثر مما تحمل، يعيش الفقر المدقع ويرى أمواله تسرق من طرف العصابات التي لم تدخر شيئا يذكر. قلت.. أنت تلمح إلى شكيب خليل ومن وراءه يا حماري؟ قال صارخا.. شكيب خليل مجرد رقم واحد في معادلة صعبة جدا، والأكيد أنه يوجد منه الكثير الذين لم يفضحوا بعد، لأنه من غير المعقول أن يحدث كل ما يحدث لولا أن الفساد طالت يده وصارت هي المتحكمة في زمام الأمور. قلت.. وهل الاحتجاج الذي يقوم به سكان الجنوب سيأتي بنتيجة فعلية على أرض الواقع؟ قال ساخرا.. ذر الرماد في العيون ساهل والحكومة الموقرة تتقنه جيدا، ولكن لننتظر ونرى ما سيحدث. قلت.. لكن السؤال المطروح يا حماري لماذا توجهت العيون فجأة للجنوب؟ قال ضاحكا.. لقد وضعت يدك على الجرح يا عزيزي منذ أحداث تڤنتورين إلى ملف سوناطراك إلى الاحتجاجات المتكررة، وأنا أشتم رائحة خبيثة في الموضوع. قلت.. وكيف تفسر الأمر؟ قال.. لا أدري ولكن هناك يد عابثة في الموضوع على شكل الأيادي الخفية التي تفعل كل شيء دون خوف. قلت.. ربما وضعوا أعينهم على بترولنا؟ قال ناهقا.. العين موضوعة منذ زمن على البترول ولكن الجميع ينتظر فقط متى تشتعل النار حتى تحرق وتحترق. قلت.. ربما هذه مجرد أوهام حمارية فقط؟ قال ساخرا.. يا ليتها تكون أوهاما حتى “يتهنى الفرطاس من حكان الراس"، ولكن للأسف هي الحقيقة يا عزيزي.