قلت لحماري التعيس.. لماذا كلما حدث حراك في هذا البلد يربطه البعض بالأيادي الاجنبية، حتى صار كل من يحاول أن يثور على وضعه يتهم بالعمالة والخيانة، وغيرها من المصطلحات التي لا أساس لها من الصحة؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. لأن السلطة لا يمكن أن تواجه مسؤولياتها، لذلك ترمي كل شيء على الغير، وأنت تعرف أن مشاجب كثيرة موجودة حتى تعلق عليها خيباتها. قلت.. هل فعلا هؤلاء البطالون الذين بح صوتهم من الغضب يفعلون هذا بفعل فاعل؟ قال.. أنا حمار ومع ذلك أرفض هذا الطرح البعيد عن الواقع، وأنت تعرف معاناة المواطنين خاصة في المناطق البعيدة التي لاتزال لا تعرف الماء والضوء والغاز، خاصة إذا كانت مناطق نائمة على ثروات البلد مثل البترول والغاز. قلت.. هناك من يتهم الفيس المحل وبن بيتور في إثارة هذه الفوضى. نهق نهيقا مخيفا وقال.. كل ما سيحدث من مشاكل سوف تمسح في ظهر بن بيتور لأنه صرخ بأعلى صوته وقال إنه سيترشح للرئاسيات. قلت.. وهل هناك مشكلة إذا ترشح يا حماري؟ ضرب بذيله يمينا ويسار وقال.. لا لا مشكلة في ذلك، هو يستوفي الشروط وما عليه سوى دخول السباق. قلت.. لماذا إذن أشرت إليه؟ قال.. مجرد إحساس وفقط، ثم أنت تعرف أن باب الترشح مفتوح للجميع ولك أيضا إن أردت. قلت مندهشا.. أنا لا، هذا غير عقول، أنا لا أقدر على نفسي فكيف يمكن أن أقدر على دولة وشعب مثل هذا؟ قال ساخرا.. ونسيت السرّاق، كيف يمكن أن تقدر على أمثال شكيب خليل وغيرهم؟ قلت.. أعوذ بالله من السلطة وجنونها. ضحك حماري ضحكا مريرا وقال.. هذه السلطة حارقة ومحرقة، ومع ذلك الجميع يجرون إليها في كل الاتجاهات دون كلل أو ملل.. سبحان الله.