في فرنسا استقال وزير الميزانية لأنه أخفى رصيدا بنكيا على الرئيس والحكومة والشعب، واعتُبر هذا الفعل فضيحة بكل المقاييس يجب أن يعاقب عليها المعني بالأمر، وحتى رئيس الدولة الذي لم يكن يعرف هذه المعلومة عن وزيره، وتعالت الأصوات لدرجة المطالبة باستقالة الحكومة وفتح تحقيق على أعلى مستوى في هذا العار السياسي. عندنا وزراء يحملون حقائب ذات سيادة ذكرت أسماؤهم في فضيحة الخلفية، ومع ذلك جدّد بوتفليقة الثقة فيهم، وحتى شكيب خليل الذي سرق البلد بأكمله وغرف من سوناطراك وحوّل بترولها إلى “شراب"، هاهو يخرج من المطار دون أن يعترض طريقة أي كان. فضيحة الخليفة وفضيحة سوناطراك هما الغابة التي تغطي الفضائح الأخرى، التي لم يتم الكشف عنها، والتي بقيت تندرج تحت “الخط الأحمر" لكل الوزراء والمسؤولين والقياد الذين لا نعرف عنهم سوى الأسماء والوجوه التي تعلو صفحات الجرائد باعتبارهم شخصيات نافذة في الدولة وفي جيوبها الكثيرة. فرنسا استطاعت أن تحاسب وزيرا أخفى رصيدا بنكيا عنها، وشعبها يطالب برأس هولاند شخصيا باعتباره “رب البلد"، وغفل عن مسؤول أراد أن يحتال ضريبيا، ونحن لم نستطع حتى تقديم قائمة السرّاق للعدالة، علما أن أغلبهم يحتفظون بمناصبهم الحساسة جدا واحتالوا على دولة كاملة.. “واللي ما عجبوش الحال يشم الحلحال"!