إذا صح ما قيل حول كلام بوتفليقة الذي وجهه لوزرائه عندما خاطبهم قائلا “لي ما يروحش للجنوب يأخذ العصا"، فهذا أمر فعلا يدعو للغرابة من مستوى الطاقم الحكومي الذي يريد أن “يتنعنع" فقط بين المكاتب المُكيفة ومحمية نادي الصنوبر الهادئة جدا. وكم أتمنى لو يأخذ فعلا بوتفليقة عصاه ويجلد بها هؤلاء الوزراء، الذين لم نلمس لهم وجودا يذكر في قطاعاتهم سوى “تشراك الفم" أمام الكاميرات التي تصورهم وهم يقومون بفعل “دشن" ومشتقاتها، والتي تصير مع الزمن مجرد مشاريع على الورق أو أوكارا للمتشردين والمفسدين، مثلما حدث مع محلات الرئيس التي كان من المفروض أن توجه للشباب البطال، ولكن أشباه “الأميار" والولاة أرادوها أن تكون على شكل “مبولة عمومية" للقطط والكلاب الضالة. فعلا كل هؤلاء المسؤولين يحتاجون “للعصا" لأنهم خيبوا آمال الشعب فيهم على مدار سنوات وأعوام، ولم يستطيع أي وزير منهم أن يكون صادقا في عمله وصادقا أيضا مع الشعب الذي لا يريد منهم شيئا سوى حقه. وحتى “الغول" الذي كان لا يفوت فرصة للظهور أمام الحُفر والأنفاق الكثيرة التي حفرها على مستوى الوطن كله، وأوهم الشعب بأنه “خدام"، لم يعد يظهر كما كان بعد أن فاحت من قطاعه روائح وادي الحراش، وصار الحديث عن قطاعه لا يخلو من الصفقات المشبوهة. يا بوتفليقة إن أردت فعلا أن تؤدب وزراءك على جرمهم فأدبهم أمام الشعب حتى يكونوا عبرة لغيرهم، لكن الأهم من ذلك.. لا يجب أن يكون العقاب على شاكلة ما حدث للهادي خالدي وولد عباس وغيرهم من الذين “عوقبوا" بمنصب في مجلس الأمة.