والله عندما تسمع الغول يقول إن حزبه السياسي سيكون مشروع القرن على شاكلة مشروع الطريق السيار، تقول أن الرجل أول مرة يقول شيئا فيه الكثير من الصحة، لأن المتتبع للساحة الحزبية عندنا يدرك جيدا أن الأحزاب الكبيرة والصغيرة كلها بنيت على شاكلة الطريق السيار الذي يتفتت مثل “الڤوفريط" والصور التي أظهرتها وسائل الإعلام على دليل ذلك. غول الذي لم تذهب عنه السكرة السياسية، لم ينتبه إلى مشروع قرن الأفلان الذي تحول على يد بلخادم إلى حطام، ومشروع الأرندي الذي عبثت به نورية وڤيدوم، ومشروع أبو جرة الذي كان هو من قصم ظهره. الرجل يتكلم بصدره المنفوخ رغم أن دوره لن يتعد دور الأرنب البري الذي يجري في كل الاتجاهات حتى لو أصبح له تاج الملوك، ولو كان له القليل من البصيرة لأخذ العبرة من بلخادم وأويحيى وأبوجرة الذين صنعت منهم السلطة أحزابا “كرتونية"، وعندما قررت أن تهدم المعبد على رأسهم جميعا فعلت ولم تسأل لا عن مشروع قرن ولا هم يحزنون، وبقيت هي “تڤرمش الڤوفريط" في بروجها وتتسلى بهم وهم ينفخون صدروهم، مثلما يفعل الغول الآن الذي عبث في الطريق السيار كما أراد، وها هو يعبث من جديد في اللعبة السياسية التي يدل كلامه عليها أنه بعيد تماما عنها. ما يحدث لهذا الغول يكرس الحكمة الرائعة “تعلم الحفافة في رأس اليتامى"، فالسلطة تتعلم الحفافاة في رأس غول وأمثاله، وهو بدوره يتعلم الحفافة في رأس الشعب الذي سيرى ما سيؤول إليه مشروع الطريق السيار، وحزب تاج الڤوفريطي.