لا أدري هل سأطلق زغرودة كبيرة لأن الحكومة الموقرة والمبجلة بعد جولاتها المراطونية مع منظمة التجارة العالمية سمحت أخيرا بعودة تجارة “الشيفون" للسوق الجزائرية، هذه الجزائر التي أصبحت ترى شعبها كله شيفون. نعم نحن شيفون في نظر الحكومة، لأنها تقر وتعترف أننا لا نصلح سوى للبس الشيفون وهي تستأثر لنفسها بالأموال السايبة للخزينة التي تهرب في شكاير “الزبل" إلى وجهات غير معروفة. لو كان لهذه الحكومة ذرة كرامة لما قبلت على شعبها أن يلبس الشيفون، ولا أن تراه ملتفا حول أكوام القش الملبوس والقديم والمهترئ ينقب فيه عن شيء يصلح مثلما نقب شكيب وقبله الخليفة... عن ذهب الدولة. قضية الشيفون هذه مستفزة جدا، خاصة إذا كانت في بلد مثل بلدنا ينام على بركان من البترول سينفجر حتما يوما ما في وجه كل هؤلاء الذين “ما يخافوش ربي" لأنهم “عفسوا" على كل شيء في البلاد ووصلوا إلى حد “العفس" و«الرفس" على كرامة المواطن الذي لا تستطيع الحكومة إلباسه سوى من الشيفون. هذه الممارسات السيئة جدا من طرف السلطة تجاه شعبها، ليست جديدة ولكنها في كل مرة تزيد الجرعة جرعات حتى تبين له أنه “مايسواش"، والغريب في الأمر أن هذا الشعب “اللي مايسواش"، يؤكد على ذلك بقبوله بكل شيء حتى لو كان كومة شيفون “مغبرة" إلا أنه يقف أمامها بالساعات حتى ينتقي أهمها وأرخسها!