وُقِّعت، نهار أمس، بمقر صندوق التعاون الفلاحي، اتفاقية شراكة بين هذا الأخير واتصالات الجزائر تمس وضع نظام جديد لمتابعة الماشية، عن طريق شريحة تعتمد على نظام تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية ''GPRS''، وستسمح هذه التكنولوجيا المتطورة التي ستدخل ميدان التأمينات عبر الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي بجرد دقيق لتعداد رؤوس الماشية ومنع تهريبها من التراب الوطني، كما أكد المتدخلون أن استحداث هذا الجهاز سيجنب الصندوق خسائر تتعدى% 700 كان يتكبدها الصندوق· هذا النظام الذي كشف عنه مدير التأمينات بصندوق التعاون الفلاحي، الشريف بن حبيلس، خلال جلسة توقيع الاتفاقية، قال عنه، إنه سيمكن من تأمين الثروة الحيوانية في الجزائر، وبالتالي تعويض المربين في حالة حدوث كوارث أو إصابتها بأوبئة فتاكة، بعيدا عن أي مزايدات أو تضخيم في أعدادها الحقيقية، واعتبر أن هذا الإجراء يخص كل الموالين بما في ذلك فئة البدو الرحل والمربين المرتحلين الذين يصعب تحديد مواقعهم لكثرة ترحالهم· وقال مدير التأمينات إن هذا الجهاز الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي وإفريقيا، سيسمح بتأمين القطيع من كافة الكوارث المحتملة، إلى جانب تحديد نوع المرض وعزل الماشية المصابة لإخضاعها إلى الفحوصات اللازمة· وفيما يخص الاقتصاد الوطني، فسيحافظ على الثروة الحيوانية الجزائرية، ويكشف عن أي عملية سطو على القطيع قد تحصل من طرف قطاع الطرق أو الجماعات الإرهابية أو من أي محاولة تهريب نحو الدول المجاورة كتونس والمغرب· كما أكد في ذات السياق، أن هذه الشريحة الإلكترونية التي لا تتعدى تكلفتها 400 دج يتحملها الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، كفيلة بتحديد الأمراض التي يمكن أن تصيب الماشية في مراحلها الأولى، أي عند الإصابة بالعدوى يمكن الإسراع في أخذ الاحتياطات اللازمة قبل أن تنتقل إلى باقي القطيع، وقد تدخل الممثل الكندي للشركات المساهمة في المشروع، حيث شرح هذه التجربة الرائدة في ''كيبك'' وفي فترة انتشار مرض جنون البقر، وشملت أعراض الإصابة كل الأبقار، ما أجبر العديد من الموالين والمربين على قتل كل القطيع، غير أن تركيب تلك الأجهزة سمح بتحديد دقيق للأبقار المريضة، في وقت لم يتجاوز الخمس ساعات، وبالتالي عزلها عن بقية القطيع، مما جنب خسائر مادية كبيرة· واعتبر المدير العام لصندوق التعاون الفلاحي، عربة كمال، أن هذه العملية البالغة الأهمية، تتم بمشاركة ''اتصالات الجزائر''، عن طريق وضع شبكة للألياف البصرية تغطي 48 ولاية إضافة إلى نظام '' GPRS''، حيث ستضمن تغطية شاملة لكامل مناطق الرعي والماشية في الوطن· ولم يخف المدير، تخوف الموالين من هذا الجهاز، بسبب تبعات الضرائب التي قد تلاحقهم أو الأفكار السلبية التي قد تخالجهم من هذا الإجراء، غير أنه طمأن الموالين من مثل هذه التخوفات، حيث قال إن صندوق التعاون الفلاحي سيقوم بحملات تحسيسية في الميدان، تشمل كل الموالين المرتحلين عبر المناطق السهبية والجنوبية·