كشف أمس، مسيّر مكلف بالتأمينات على مستوى الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، عن فكرة مشروع تمت دراسته مع خبراء كنديين، تمثّلت في شريحة إلكترونية توضع في أذن الماشية، تسمح بجرد كامل لأعدادها، إضافة إلى معرفة كل التفاصيل عنها، وقال المتحدث في تصريح حصري ل''الجزائر نيوز''، أن التجربة ستمس بشكل مباشر مربي الماشية الرّحل، وتسمح بجرد دقيق لكافة رؤوس الماشية ومنع تهريبها من التراب الوطني· هذا النظام الذي كشف عنه مدير التأمينات بصندوق التعاون الفلاحي''الشريف بن حبيلس''، قال عنه أنه سيمكن من تأمين كافة الماشية المتوفرة في الجزائر، وبالتالي تعويض المربين في حالة حدوث كوارث أو إصابتها بأوبئة مميتة، بعيدا عن أي مزايدات أو تضخيم في أعدادها الحقيقية، واعتبر أن هذا الإجراء يخص بالتحديد فئة البدو الرحل والمربين المرتحلين الذين يصعب تحديد مواقعهم لكثرة ترحالهم· كما أكد في ذات السياق، أن هذه الشريحة الإلكترونية، كفيلة بتحديد الأمراض التي يمكن أن تصيب الماشية في مراحلها الأولى، أي عند الإصابة بالعدوى يمكن الإسراع في أخذ الإحتياطات اللازمة قبل أن تنتقل إلى باقي القطيع· وقال أن هذا الجهاز الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي وإفريقيا، سيثبت فعاليته من خلال نجاعة النتائج التي سيحققها للمربي الجزائري، حيث سيؤمّن قطيعه من كافة الكوارث المحتملة، إلى جانب تحديد نوع المرض وعزل الماشية المصابة لإخضاعها إلى الفحوصات اللازمة· وفيما يخص الإقتصاد الوطني، فسيحافظ على الثروة الحيوانية الجزائرية، ويكشف عن أي عملية سطو على القطيع قد تحصل من طرف قطاع الطرق أو الجماعات الإرهابية أو من أي محاولة تهريب نحو الدول المجاورة كتونس والمغرب· واعتبر أن هذه العملية البالغة الأهمية، ستتم بمشاركة المتعامل التاريخي للهاتف الثابت في الجزائر ''الجزائرية للإتصالات''، عن طريق الألياف البصرية التي تغطي 48 ولاية، حيث ستضمن تغطية شاملة لكامل مناطق الرعي والماشية في الوطن، في حين أشارت إحصائيات الوزير بن عيسى، في نهاية ,2008 أن عددها قارب ال20 مليون رأس· أما الجهاز فهو عبارة عن شبيه بالرقم التسلسلي السابق والمستعمل من قبل الموالين ومربي الماشية، حيث يحوي على رقم تسلسلي فريد لا يتشابه مع سابقه، مع إضافة شريحة إلكترونية تبدأ العمل بمجرد ملامستها للماشية· ولم يخف المدير، تخوف الموالين من هذا الجهاز، بسبب تبعات الضرائب التي قد تلاحقهم أو الأفكار السلبية التي قد تخالجهم من هذا الإجراء، غير أنه طمأن الموالين من مثل هذه التخوفات، حيث قال أن صندوق التعاون الفلاحي سيقوم بحملات تحسيسية في الميدان، تشمل كل الموالين المرتحلين عبر المناطق السهبية والجنوبية، مضيفا أن الموالين لطالما طالبوا بتأمينات تمس قطعانهم، وقال أن العملية التحسيسية ستنطلق ابتداء من أكبر الولايات التي تتوفر على أكبر قدر من الماشية، وعلى رأسها ولاية الجلفة التي تعتبر أكبر مورد للحوم الحمراء عبر التراب الوطني، حيث تشير آخر الإحصائيات على تواجد أكثر من 2 مليون 700 ألف رأس ماشية في هذه الولاية، يتمركز أغلب الموالين بالجهة الجنوبية منها خاصة بدوائر عين الإبل، مسعد، فيض البطمة وغيرها كما أن 90 بالمائة من موالي الولاية، يعتمدون على الترحال طوال السنة، بحثا عن الكلأ من خلال كراء الأراضي عبر ولايات بشار، تيارت، سعيدة، النعامة، غليزان، وتندوف· وركز إطار التأمينات بصندوق التعاون الفلاحي، أن هذه الأداة متوفرة على مستوى الصندوق، فيما ينتظر موازاة مع تركيبها إطلاق هذا النوع الجديد من التأمينات ''تأمين الماشية للموالين المرتحلين''، إضافة إلى تبني وزارة الفلاحة هذا الإجراء، مؤكدا أنه سيعمم قبل نهاية السنة المقبلة إن سارت كل الأمور على ما يرام دون حدوث عراقيل، فيما يتم وضعه مبدئيا على قطعان الأبقار التي تشكل أهمية قصوى في برامج وزارة الفلاحة والتنمية المستدامة· من جهة أخرى، قال المتحدث أن هذا الجهاز سيكون بمشاركة عدة قطاعات، سواء وزارة الفلاحة، دواوين المربين ومصالح الجمارك إضافة إلى قطاع الإتصالات، الذي سيسهر على شبكات المعطيات المتعلقة بالإتصالات السلكية واللاسلكية ووزارة التجارة·وفي موضوع آخر، إعتبر المكلف بالتأمينات أن دائرته تسعى إلى إعادة استحداث التأمين الإجتماعي الذي اعتبره أساسا للتكامل بين الفلاح والأرض وتمسكه بها، حيث قال أن هذا النظام الذي اندثر مع نهاية السبعينات، كفيل بتطوير الفلاحة الجزائرية ووقف النزيف الحاد الذي تشهده القرى الفلاحية، مؤكدا أن الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي يسعى إلى استدراك هذا الخطأ الفادح في الأشهر القليلة المقبلة·