وقع الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، أمس، بالجزائر العاصمة، اتفاقية شراكة مع مؤسسة اتصالات الجزائر ومجموعة كندية لوضع جهاز وطني للتأمين في المجال الفلاحي موجه للخطر الحيواني، يتمثل في تثبيت شرائح إلكترونية على مستوى أُذن الحيوان تحتوي على كل المعلومات المتعلقة به خاصة الجانب الصحي منه، حيث ستبدأ العملية في الأيام القليلة القادمة وستكون البداية من ولاية الجلفة، وتدوم ثلاث سنوات لتغطي بعدها كل مناطق الوطن. وأكد السيد كمال عربة مدير الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، أن النظام الجديد يدخل في إطار عصرنة التأمين الفلاحي والحيواني، للوقاية من السرقة والأمراض، عن طريق حث المربين والموالين على الانخراط في هذا النظام، وهو ما سيضطلع به الصندوق من خلال التقرب من هذه الفئة وتوعيتها بأهمية العملية، وأكد المتحدث أن العملية تشمل في مرحلتها الأولى 50 ألف رأس من الأبقار لتتبعها مراحل أخرى تشمل الأغنام، منوها في السياق بالدور الهام الذي تلعبه اتصالات الجزائر في إقامة وربط كل الجهات في مختلف المناطق ووضعها تحت المراقبة والمتابعة من طرف الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي. وفي هذا الشأن، كشف رئيس الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بالجلفة السيد بلحواجب جاب الله ل"المساء" أن عملية تثبيت الشرائح ستمس 500 رأس من الأبقار في ولاية الجلفة وحدها، وحرص المتحدث على أن العملية ستشمل الموالين والمربين المؤمنين فقط، لتليها مراحل أخرى تشمل أكثر من أربعة ملايين رأس غنم في هذه الولاية، حيث ستوزع هذه الشرائح مجانا على الموالين والمربين المعنيين والتي اشتراها الصندوق ب450 دينار للوحدة، ويمكن للموالين -بهذا النظام- الاستفادة من خدمات الصندوق في كل النقاط المحتمل أن يكون فيها لا سيما البدو الرحل، كما سيقوم الصندوق بإشراك الموالين في اكتساب تقنيات جديدة ومهارة لمساعدتهم على تحسين الإنتاج. ويرمي هذا الاتفاق إلى إدخال تقنيات حديثة لتربية المواشي من خلال تحديد مسار الماشية عبر تقنية "رفيد" التي تعتبر طريقة ناجعة في البلدان المتطورة حسب توضيحات مسؤول التأمينات لدى الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي السيد شريف بن حبيلس، وأوضح أن الجزائر تعمل لتستفيد من هذا النجاح وإدخال تقنيات تحديد مسار الماشية في سياستها الخاصة بتربية الماشية لتحقيق إنتاج أفضل فيما يخص النوعية والتأمين والقضاء على الغش الممارس عادة في هذا القطاع. ويرمي الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي إلى ضمان "تكفل أفضل بالنشاطات المرتبطة بتربية الماشية وتأمين الإنتاج وعلى وجه الخصوص مادتي الحليب واللحوم وضمان تسيير أفضل للماشية وتجنب انتشار الأمراض المرتبطة بهذا المجال وضمان اكتفاء ذاتي في مجال الإنتاج، وسيسمح هذا الجهاز بالمساهمة في تقليص الغش على كافة المستويات (المزارع والنقل والمذابح والأسواق وغيرها) وكذا بتحيين المعلومات الخاصة بالماشية المؤمنة في ظرف ثلاث دقائق فقط من طرف الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي وتحسين الإنتاجية من خلال تسيير فعال لنوعية وسلامة الماشية وفقا للمعايير الدولية. وينتظر أن يوقع الصندوق ثلاث اتفاقيات أخرى مع بنك التنمية الريفية مع مطلع شهر نوفمبر الداخل، تخص تمويل العتاد الفلاحي وتمويل منتوج البطاطا وكذا مصانع التحويل لمادة الطماطم المصبرة.