عبر جاك فرونداز، مختص في الأشرطة المرسومة، ومؤلف “دفاتر الشرق"، عن إصراره في تحويل كتاب ألبير كامو “الغريب" إلى عمل مرسوم، ليكون ثاني اشتغال له على نصوص كامو. الذي يحتفل محبوه بالذكرى المائة لميلاده. بعد “المضيف" وجد فرونداز، متعة في العمل على روايات ألبير كامو الخاصة، التي لا تشبه غيره من النصوص الأدبية، التي تنقل إضافة إلى عالم متخيل، حقيقة تاريخية ووضعيات إنسانية واقعية. وهي الحالة التي تدفع الرسام فرونداز، إلى التمعن والكشف عن إمكانية أن تكون اللوحة تضم شخوصا بعينهم. “الغريب" عمل صدر في 1942، يعتمد على قصة البطل الرئيسي “مورسول"، الذي لا يشبه الأبطال الآخرين، غريب لدرجة لا يمكن وصفه بدقة. يعيش مع ذكرى والدته التي دفنها في مشاعره، ليغدق عليها بكل الحب الممكن، ولكنه أيضا يقترف بعد أيام جريمة قتل، يؤكد خلال محاكمته أنه فعلها “بسبب الشمس". يعترف فرونداز، أنه احتار في البداية بين اخيتار “المضيف" أو “الرجل الأول" الذي تركه كامو عملا غير مكتمل. إلا أن اتصاله وحديثه مع كاترين ابنة الكاتب المولود بالجزائر، أعلمته أن النص الثاني محل عمل سينمائي حاليا. كما لم يخف في تصريح صحفي أنه شعر “بالقلق والضيق" لأن ناشره غاليمار، أنجز عملين عن كامو في الوقت نفسه، الشريط المرسوم واقتباس قام به خوسي مونوز: “أخشى رد فعل الصحافيين، خفت أن يجدوا في ذلك تكرارا مملا". وقد سمح المهرجان الدولي للأشرطة المرسومة بالجزائر، بلقاء الرسام والكاتب موندوز، في 2001، وقد تحدثا عن أهمية أن يكون عملهما بعيدا عن السقوط الحر. المناسبة كانت للتجوال في حي بلكور، لأخذ صور لمنزل البير كامو. “عندما صدر الكتاب في شكل صور فوتوغرافية شعرت بالارتياج لأن العمل لا يشبه عملي بتاتا". يتقاسم فرونداز مع كامو، حين قوله، “التمزق" حيال مدينة الجزائر التي أحباها بالطريقة نفسها. ورغم أن الرسام لم يلتق بالكاتب إلا في الكتب المدرسية، إلا أنه بات علما لابد من التوقف عنده، عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الجزائر. أما عن استيعابه لرواية “المضيف"، فيؤكد الرسام أنه “لم يستوعبه كثيرا"، لم يفهم طبيعة شخصية “مورسول". إلا أن القراءة الثانية، كشفت أن “المضيف" نص موجه للشباب، ما دام البطل يرفض الكذب، يرفض الدخول في لعبة المجتمع المزيفة. سلوكه هو أقرب لسلوك مراهق.