“المثقف النقدي" هو الذي ينتج معرفة ناقمة على السلطة، ناقمة بالمعنى النقدي، بمعنى أنه يُتنج معرفة تُقيم أعطاب هذه السلطة وتكشف عن عوارتها، أخطاءها إن شئنا الدقة والتحديد، بمعنى آخر أقل دقة هذه المرة فالسلطة ذاتها محتاجة، بل في أمس الحاجة لهذا المثقف، مثقف يستقل بذاته وينخرط عضويا-ليس بالمعنى الغرامشي- ربما بالمعنى الإجرائي لتشريح جسد السلطة المثير كالشهوة، فالسلطة فساد والسلطة المطلقة فساد مطلق على حد الاستعارات السياسية، قلت مثقفا يستقل بذاته لينتصر لنزاهة المعرفة، والمعرفة بوصلة المجتمع وكلما تأصلت أغرقته في عوالم الظلام، في قبول المعرفة بشرط التعدد كشرط جزائي، يفسح المجال في إطار الجدل القائم بين المجتمع والسياسة والثقافة والاقتصاد، الاقتصاد من موقعه كنمط إنتاج للتنوير، والتنوير نهضة وإقلاع لعصر أنوار تنير طريق المجتمع نحو الحداثة والعصرنة والانتصار لقيم العدل والعقل والجمال. من المجازفة أن نقول لا وجود لهذا المثقف في مجتمعاتنا على الأقل المغاربية، وإلا اعتبرنا كل المثقفين أعضاء في القوات المساعدة للسلطة/الحكم/النظام/والنسق السياسي، أو “المخازنية “على حد المعرفة المغربية بدواليب “المخزن"، المخزن الشامل والمانع، المخزن الذي يُدخل المثقف إلى فخاخه ليستفرد بالقرار والسلطة والحكم. في المغرب عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من المثقف أي المثقف النقدي هناك أسماء عديدة كل في مجال خطابه عبد الله العروي، عبد السلام بن عبد العالي، محمد عابد الجابري، عبد الكبير الخطيبي وآخرون وعدم نجاح مشروعهم النهضوي، النقدي، والتنويري يكمن في كون كل ما يتعلق بإنتاج معرفتهم لم يرق إلى مستوى أن يكون قوة اقتراحية تنشد بناء المجتمع البديل. كاتب وشاعر