يرى عبد الحميد بوداود وهو رئيس المجمع الوطني للخبراء المهندسين الجزائريين، أن البيروقراطية وثقل الإجراءات الإدارية هي عناصر ساهمت في عدم اكتمال تجسيد مشروع “دنيا بارك" الضخم في العاصمة من حيث عدم انجاز العديد من المرافق التجارية والترفيهية وأخرى للنشاط الرياضي. وأكد بوداود الذي هو أيضا رئيس المجمع المغاربي للخبراء المهندسين المغاربيين في هذا الحوار، بخصوص التوقيت الذي تم فيه افتتاح جزء من الحديقة، مؤخرا، أن ما حدث موجه للاستهلاك الداخلي ليس إلا، وأنه من الضروري إبراز آراء المواطنين حول ما تم إنجازه حتى يعرف المسؤولون ما يحدث على وجه التحديد. هل ترون من المعقول إنجاز حديقة في حجم الجزء الذي تم افتتاحه مؤخرا في “دنيا بارك" بالعاصمة من دون أن يكون هناك نقل أو مرافق لا سيما الترفيهية منها، ما رأيكم من وجهة نظر عمرانية؟ الفكرة في حد ذاتها رائعة ولكن لا يمكننا، في الواقع، العيش فقط على وقع التصريحات. لقد كان ينبغي بعث مشروع “دنيا بارك" في سنة 2007 بكلفة تصل إلى 5 ملايير دولار من جانب متعاملين إماراتيين، لكن لا بد من القول إن هناك بيروقراطية وثقل الإجراءات الإدارية عندنا فضلا عن مسألة الثقة من أجل تجسيد الاستثمارات. لقد كان يفترض أن يتربع المشروع على مساحة قدرها 570 هكتار ثم أصبحت هذه المساحة 800 هكتار، وكان يفترض، ضمن هذا المشروع، إنجاز مرافق ترفيهية وأخرى للنشاط الرياضي، غير أن ما حدث هو أن الكثير من المشاريع بقيت قيد التصريحات فقط. بالنسبة ل 25 بالمائة من المساحة، أي ما يمثل 200 هكتار، كان يفترض أن تضم أحياء كاملة للإقامة وفنادق ومرفق تجاري وكذا برج مكون من 47 طابقا وكذا مطاعم ونشاطات تجارية ومدرسة عالمية تتسع ل 1500 تلميذ، لكن من دون أن يتم الإفصاح عن طبيعتها بالضبط، كما كان ينتظر أن يتضمن هذا الجزء “ترامواي" من أجل تسهيل نقل الزوار على اعتبار أن النقل يعتبر نقطة حساسة في الموضوع، ويكفي أن ننظر إلى مقام الشهيد برياض الفتح، هو فعلا معلم جميل ولكن لكون القائمين على الأمور لم يوفروا النقل باتجاهه، فإن الناس لا يستطيعون الذهاب إليه بعد الساعة 7 مساءا وبالنسبة ل “دنيا بارك"، فقد سقطنا في نفس الفخ، وذلك بالرغم من أن المواطن الجزائري ينتظر هذا المشروع منذ وقت طويل. ولكن جرى الحديث عن أموال كبيرة تم توظيفها في إنجاز هذا المشروع الذي بدا إلى حد الآن باهتا، حيث أظهر الأمر وكأنه مقتصر على امتداد طبيعي خالص، هل يمكن فتح الجزء في ظل عدم اكتمال الكل؟ في شهر مارس من سنة 2011 طلب رئيس الجمهورية من الوزير الأول حينها معلومات حول المشروع الذي طلب بدوره من وزير الصناعة وترقية الاستثمارات في ذلك الوقت بمناداة المرقين من أجل إنجاز برنامج يصل غلافه المالي إلى 100 مليار دينار، ولكن إلى يومنا هذا، لم نرَ شيئا، وهنا أريد طرح بعض الأسئلة: هل تكلموا مع المواطن العاصمي بخصوص الموضوع وهو الذي يقع المشروع قريبا من عتبة منزله؟ وهل تم التعرف على آرائه بهذا الخصوص؟ هذه الأسئلة تبقى مطروحة... لقد جرى افتتاح جزء فقط من “دنيا بارك" منذ أيام، وهو الجزء الذي بقي مقطوعا عن عناصر أخرى من المشروع تبقى في غاية الحيوية كما أشرتم إليه، ماذا يمكن القول عن توقيت افتتاح هذا الجزء لا سيما وأن السلطات العمومية أصبحت خلال السنوات الأخيرة تظهر وكأنها أمام الاستجابة لمطالب ملحة جدا من طرف المواطنين؟ هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر حيوي مفاده: هل هناك استراتيجية على مختلف المديات القصيرة والمتوسطة والطويلة؟ نحن في الواقع في حاجة إلى اتصال وتحسيس المستهلك. لقد تم افتتاح هذا الجزء من باب الاستهلاك الداخلي فقط، ولابد من تبيان آراء الناس حول ما تم تقديمه لحد الآن حتى يعرف المسؤولون ماذا يحدث على وجه التحديد. ويحضرني هنا التساؤل عن المدينة الجديدة في بوقزول.. أين هي؟ نحن نخشى أن يكون مصير هذا المشروع، مثل مشاريع أخرى لم يتم تجسيدها أبدا. هناك أيضا مسألة موقع الحظيرة في حد ذاته، يبدو أنه بعيد جدا عن متناول الزوار عند محاولة الوصول إليه فضلا عن غياب اللافتات التي تدل عليه، ما رأيكم حول الموضوع؟ في كل مشروع هناك مشكل اتصال والمستهلك يطلب التحسيس حتى يتمكن من زيارة هذا المكان الذي نقف نحن على خط أهمية وضرورة تنشيطه من خلال المرافق التجارية والأنشطة الرياضية. إلى يومنا هذا يبقى الجزائري محيدا عن جميع المشاريع... هل تم مثلا تنظيم أبواب مفتوحة للمواطنين حول المسجد الأعظم وجعل المجسم في متناول مشاهداتهم؟ لقد حدث أيضا وأنه لم يتم تحسيس الناس بخصوص إنجاز محطة تحلية مياه البحر على شاطئ العاصمة، وأحيانا يحدث وأن يعرف الجزائري عن مشروع في بلده، عندما يكون متواجدا في دولة أخرى.