بدأت الجزائر منذ سنوات عديدة خطة متسارعة لتجسيد مشاريع كبرى سعيا من السلطات لخلق ديناميكية استثمارية اجتماعية اقتصادية تنهض بآفاق المواطنين، وشكّل مشروع “دنيا بارك" بمنطقة الرياح الكبرى التابعية لبلدية دالي ابراهيم، علامة لافتة، تبعا لتموقعه كأول مشروع خدماتي ترفيهي بالجزائر. تأكيد مسؤولين على قابليته لتوفير 22 ألف منصب شغل، إلاّ أنّ خمس سنوات انقضت ولا يزال الاحتباس قائما. كانت ضربة الانطلاقة، إثر حصول مجموعة “الإمارات الدولية للاستثمار” على ترخيص رسمي في ربيع العام 2007، لإنجاز المشروع السياحي الضخم “دنيا بارك”، إلاّ أنّ الانطلاقة الفعلية للمشروع لم تنطلق إلى غاية كتابة هذه السطور، رغم حديث مسيري الشركة الإماراتية المذكورة عن الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والتصميمات الهندسية الخاصة بالمشروع الذي يغطي أكثر من 1059 هكتار، وتصل كلفته الإجمالية إلى حدود 5.5 مليار دولار. وتشير مراجع “السلام” إلى أنّ المشروع إياه يتوزع على خمس بلديات هي: دالي إبراهيم، أولاد فايت، العاشور، بابا حسن إضافة إلى الدرارية، ويضم المشروع ذاته أكثر من 1200 شقة فاخرة و 986 فيلا، إضافة إلى مرافق هامة ومراكز ترفيهية للعائلات والأطفال، إلاّ أنّ المواطنين الذين ظلوا يمنون النفس بتجسيد هذا المشروع، خابت لديهم تلك الصور الجمالية التي تخيلوها. وفي جولة استطلاعية ل “السلام”، لاحظنا اقتصار المشروع على غرس الأشجار فقط وتجهيز بناية فاخرة كتب عليها “دنيا بارك”، في وقت أبدى العديد من المواطنين استياءهم من تأخر إنجاز المشروع، واستغراب آخرين من إمكانية اقتصار المجمع المذكور على الأثرياء فقط، إذ أفاد معظم أرباب البيوت ل “السلام” أنّهم يرفضون أن توجه مرافق دنيا بارك للطبقة الراقية فقط، سيما مع شعار المركز “مرحبا بكل الجزائريين” فمتى ستوضع دنيا بارك على المحكّ؟