يعتبر حي الجزيرة من بين أكبر الأحياء الفوضوية ببلدية باب الزوار حيث يضم ما يقارب 600 عائلة بفعل التوسع الكبير الذي شهده منذ العشرية السوداء في ظل غياب الرقابة، وبالتالي، فهو يعد نقطة سوداء بالنسبة لمصالح البلدية في إطار إعادة إسكانهم والقضاء على هذه الظاهرة التي شوهت المنظر العام للبلدية· يعيش، سكان حي الجزيرة في ظروف جد قاسية منذ سنة 1995 حيث قدم العديد منهم من الولايات المجاورة هروبا من الأوضاع الأمنية خلال العشرية السوداء بحيث اتخذوا من إحدى مقرات مؤسسات البناء التي استغنت عنها مؤسسة ''سونا تينا'' لبناء السكنات، ملجأ لهم بعدما قاموا بتسقيف البناية بسقوف قصديرية لإيواء أفراد عائلاتهم ومنذ ذلك الوقت وهم يعيشون في ظروف جد قاسية تنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة الكريمة وسط برك من الأوحال والمياه القذرة· فحسب ما ذكره بعض سكان الحي، فإنهم يعيشون في ظروف مزرية جراء انعدام الغاز والكهرباء التي تزودوا بها من خلال توصيل أسلاك كهربائية من الأعمدة مباشرة، والأكثر من ذلك، فالحي تنعدم به قنوات الصرف الصحي، وهذا ما يشكل خطرا على صحتهم ويعتبر كارثة بيئية ذات تأثير سلبي حتى على سكان الأحياء المجاورة الذين عبروا، بدورهم، عن استياءهم من الوضع السائد الذي أصبح يهدد سلامتهم، خاصة بعدما صار الحي وكرا للمنحرفين يتعاطون فيه المخدرات والخمر، وبالتالي، فإن العديد من المواطنين الذين تعرضوا للسرقة والإعتداء والتهديد باستعمال الأسلحة البيضاء· فبالرغم من الشكاوى التي رفعوها إلى السلطات المحلية من أجل إعادة إسكانهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة ولو شاليهات تريحهم من عناء الحياة الصعبة التي يعيشونها منذ 14 سنة، إلا لم يتلقوا سوى وعود حيث قامت المصالح التقنية البلدية، نهاية السنة الماضية، بإحصاء سكان حي الجزيرة في إطار القضاء على السكنات الفوضوية، حسبما علموا لكن لا جديد جد إلى يومنا هذا·