كشف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أنه أجرى اتصالات ولقاءات مع عدد من قيادات الأحزاب الوطنية، لاسيما المنتمية إلى التيار الاسلامي، من أجل تحقيق مبادرة الوحدة بينها. حيث بدأت بوادر هذا المسعى تظهر من خلال ملتقى الدولي للذكرى العاشرة لوفاة زعيم الحركة محفوظ نحناح، المنظم أمس بفندق الرياض بالعاصمة، من خلال حضور كل من عبد المجيد مناصرة، رئيس حركة التغيير، عمار غول رئيس حركة تاج، وكذا رئيس حركة النهضة فاتح ربيعي. وهو اللقاء الذي غاب عنه أبو جرة سلطاني الموجود في فرنسا إلى جانب نجله المريض. وقال مقري، في تدخله أمس، إنه التقى برئيس حركة العدالة والتنمية عبد الله جاب، ليعرض عليه فكرة توحيد الصفوف في ظل ما يشهده العالم العربي من صعود للإسلامين، وكان رد جاب الله على مقري مثلجا للصدر- على حد تعبير هذا الأخير - حيث قال: ربما ما عجزنا عن تحقيقه نحن ستتمكنون أنتم في حمس من تحقيق ما كنا نصبو إليه، وإن تحقق فإنني سأكون من الراكعين لكم". وواصل رئيس حمس حديثة بالقول إنه التقى بقيادة الأفافاس وسيلتقي بالأرسيدي وبعدد من الأحزاب "من أجل إعادة بناء الطبقة السياسية من خلال إعادة الانتشار"، مستشهدا بمقولة لعبد الحميد مهري قالها في 1993 لنحناح مفادها أن "النظام مخطئ عندما اعتقد أن إضعاف الطبقة السياسية سيخدمه، بل بالعكس فإن شرذمة الطبقة السياسية هي التي أدت الى اتساع الفساد". ودعا المتحدث الأحزاب إلى التوحيد الذي أصبح أكثر من ضرورة من أجل إنقاذ الجزائر، مؤكدا أن قياداتها تتفق على الأهداف إلا أن الفوارق بينها جد واهية بدليل استعداد غالبية قيادييها لتجسيد الوحدة. كما خاطب المسؤول أصحاب القرار في السلطة لإعتاق الجزائر من سيناريوهاتهم التي تصنع في المخابر، بفتح باب الانتخابات الرئاسية المقبلة لسيادة الشعب وأن يجعلوا الاستحقاقات المقبلة تكريسا حقيقيا للديمقراطية. من جهته أكد عبد المجيد مناصرة، استعداد حزبه لتوحيد الجهود من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية، داعيا إطارات حمس إلى الانصياغ إلى رغبات قواعدها هذه المرة وليس العكس.