التقى أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره البريطاني وليام هيغ لبحث مستجدات الصراع السوري، ودراسة خيار توريد السلاح للمعارضة بعد أن رجحت واشنطن هذه الكفة قبيل انعقاد مؤتمر ”جنيف 2” فيما تتهم موسكو أطرافا في المعارضة المنقسمة على نفسها بعرقلة مساعي الحوار، كما حذر فلادمير بوتين من دعم القاعدة ضد القوات الغربية. كيري الذي أرجأ زيارة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع بحث مع هيغ الوضع في المنطقة، بعد مشاركته في اجتماعات حول سوريا انعقدت في واشنطن وسط أنباء تشير إلى أن إدارة أوباما عازمة على دعم المعارضة بالأسلحة الفتّاكة، حيث طلب باراك اوباما من فريقه بمجلس الأمن القومي بدراسة كل الخيارات الممكنة التي تضمن تقديم المساعدة لعناصر الجيش الحر التي تقاتل ضد قوات النظام في دمشق وبعد أن استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تنظيم المؤتمر الدولي هذا الشهر، ذكرت جينيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن موعد هذا المؤتمر الدولي لا يزال قارا كما خطط له في وقت سابق شهر جويلية المقبل، حيث اتهم لافروف المعارضة السورية بتأخير عقد مؤتمر ”جنيف 2”، محملا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مسؤولية عرقلة عقد المؤتمر الدولي حول سوريا بجنيف، وأعرب لافروف في حوار أجرته معه قناة ”سي.بي.أس” الأمريكية عن شكوكه في إمكانية عقد مؤتمر ”جنيف 2” الشهر المقبل، وأضاف لافروف أن موسكو تلقت وعودا من الحكومة السورية تضمن مشاركتها في المؤتمر، مشيرا الى أن المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن الائتلاف الوطني الذي ينفق الرعاة الخارجيون عليه مبالغ طائلة مستبعدة مشاركته كما لا يستطيع اختبار ممثليه. من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث لقناة ”روسيا اليوم” أن بعض القوى التي يدعمها الغرب في سوريا تحارب في مالي ضدّ القوّات الغربية، محذرا في الوقت ذاته من خطورة تنظيم ”جبهة النّصرة” الذي يقاتل في سوريا إلى جانب المعارضة السورية والذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة في العراق، مشيرا إلى أن الغرب لا يتعامل مع هذه الجماعة بسياسة واضحة، مشددا على المبادرة الثنائية الأمريكية الروسية بشان مساعي السلام المقترحة في سوريا. ويرجح أن تخلط التطورات الأخيرة التي تحرزها قوات بشار الأسد في عديد المناطق أوراق المجتمع الدولي، ما ينعكس على القرارات المحتملة خلال الأيام القادمة، وهو ما حذر منه هيغ نهاية الأسبوع الماضي بقوله أن المكاسب الميدانية التي يحققها النظام السوري تضع عراقيل جديدة أمام المؤتمر والخيارات الدولية على حد سواء.