قال حماري وهو يمارس هواية الكآبة التي صارت من يومياته، يقولون إن "عركة" كبيرة حدثت في البرلمان بين جماعة الأرندي حول تجديد هياكل البرلمان؟ قلت: أين الجديد في ذلك العراك والشتم أصبح من الممارسات السياسية الحميدة في الساحة وربما حتى شروط الانخراط تغيرت وصار لازما على كل من يريد الانخراط في الحياة السياسية والحزبية أن تكون عنده شهادة كاراطي وشهادة إتقان العض وشهادة أخرى للبلطجة والقدرة على الضرب والجرح. قال ناهقا: هذه المرة أنت من يبالغ. قلت ساخرا: لا أبالغ هي الحقيقة يا حماري وأصبحت الأخلاق والشهادات العلمية والتقديرية في مهب الريح. قال: عملا بمبدأ شد الريح. قلت: هي كذلك يا عزيزي وكل الأخبار والتقارير الإعلامية تقول بأن أصحاب الحق في البرلمان أصبحوا يمارسون البلطجة في أخذ ما يظنون أنه سلب منهم. قال: إذن قريبا سنسمع أيضا عن عركة أخرى في حزب الأفلان لأن بلعياط لم ينته بعد من هيكلة أعضاء حزبه. قلت: أكيد سنسمع، وهل تظن أن اقتسام الريع سيمر في هدوء؟ قال: لا أدري ولكن هذه كارثة يا عزيزي. قلت: لماذا كارثة؟ قال ساخرا: عيب ما يحدث، عيب جدا. قلت: عندما تكون الحياة السياسية مفصولة تماما عن حياة الشعب واهتماماته يصبح الحال كما هو عليه الآن كل يغني بغناه. قال: طبعا وغناء الشعب يختلف عن غناء السلطة؟ قلت ضاحكا: إلا في الترانيم فهي كيف كيف. قال حماري وهو يضرب الأرض بحافريه: يا ربي اقتلني بعقلي وارزقني الصبر حتى يمر العمر دون أن أجن لأني أرى العجب وقلبي وجعني.