لا أدري لماذا لا يبحث المسؤولون عندنا عن الأسباب الحقيقية لعزوف المواطنين عن الانتخاب؟ ولا أفهم كيف تقتنع السلطة بأن المشكلة في البرد والطقس والزلزال؟ نهق حماري نهيقا مرا وقال... الله لا تربحهم فعلوها ككل مرة. قلت... وهل كنت تتصور أن تكون الأمور عكس ما تراه؟ قال بحزن... كنت أظن أن ما يحدث من نار عند الجيران يجعلهم يعيدون التفكير في ممارستهم السياسية ولكن يبدو أن المسألة لن تتغير أبدا. قلت... لكن السلطة لماذا لا تقلق من الذين يقاطعون وتسأل نفسها إن كانت مقصرة في حقهم كشعب عنده حرية الاختيار؟ قال ساخرا... لمجرد أنك لا تنتخب بالقوة والشونطاج هذا في حد ذاته حرية، ولمجرد أن تضع صوتا ويخرج صوتا آخر هذا أيضا ديمقراطية وشفافية، ولمجرد أن تبقى في بيتك وصوتك يذهب وحده للصندوق هذا أيضا معجزة كبيرة جدا. قلت... تحليل سياسي ممتاز من حمار مزعوج وغاضب. قال ناهقا... لماذا أغضب هل البلاد لي وحدي؟ قلت... المشكلة أنها ليست لك إطلاقا ولا تملك شبرا واحدا فيها. قال... أعرف ولكن يصعب عليّ قول هذا يا عزيزي لأن الوطن غال كما تعرف. قلت... لكن الحقيقة يجب أن تقال وعليك أن تسمي الأشياء بمسمياتها. قال متهكما... أصبت بعدوى السلطة، وأصبحت أزيف الحقائق عيني عينك. قلت... على وزن من شابه سلكته فما ظلم؟ قال... تقريبا هذا هو الحال يا عزيزي وبدأ اليأس يتسلل لداخلي بعد أن كنت دائما أرفض فكرة الاستلام ولكن أعترف أن السلطة قهرتني قلت... إذن فشلت في المواجهة؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... رغم كل ما يحدث إلا أني متأكد من أن الشمس ستسطع يوما على هذا الوطن رغم العبث والكذب والتزوير...