أكدت قيادة حزب الاستقلال في المغرب، أنها استنفدت كافة سبل الحوار وإمكانات التنبيه والنصح لثني رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران عن الاستمرار في سياسته تجاه شركائه في الائتلاف الحكومي، وفقا لما ذكرت صحف مغربية. وجاء في المذكرة التي قدمها الأمين العام للحزب، حميد شباط، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن هناك 19 ملاحظة تطاول التدبير الحكومي، تبدأ بعدم الاكتراث إزاء خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتنتهي بالتعاطي سلبا إزاء طلب "الاستقلال" إجراء تعديل حكومي، مرورا بما يعتري أداء الحكومة من ضعف وانفراد بالقرارات السياسية والاستحواذ على الملفات الاقتصادية والاجتماعية. وسجّلت المذكرة انتقاد ممارسة الوصاية على الشعب، من خلال الحديث باسمه، والتهديد بممارسة الابتزاز، والتصرّف في رئاسة الحكومة كرئاسة حزب. واتهمت رئيس الحكومة باعتماد سياسة لا تساهم في الاستقرار السياسي، إضافة إلى طغيان الهاجس الانتخابي على عمل بعض الوزراء عبر تغليب اعتبارات حزبية ضيقة. وشددت على أن رئيس الحكومة يتبنى وبعض أعضاء حكومته خطابا تهديديا وترهيبيا تحت لافتة الحرب على الفساد، ما خلف أجواء الارتياب وعدم الثقة والانتظارية لدى المستثمرين. وصرح زعيم "الاستقلال" حميد شباط، في ختام استقباله من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس في إقامته في وجدة في المنطقة الشرقية، بأن النقاش عرض إلى متطلبات "المصلحة العليا للوطن"، وبأن حزبه ملتزم بتقوية دور الدولة والمؤسسات. وقال إن أسباب اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة موضوعية، مستدركا: "ننتظر في القريب العاجل جواب ملك البلاد" باعتباره رئيس الدولة، وأن الفصل 42 من الدستور يمنحه مسؤوليات حفظ السير العام للمؤسسات الدستورية. بيد أن بيان الديوان الملكي أوضح أن المقابلة جاءت "عقب تدخل العاهل المغربي بشأن قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة"، وأن زعيم "الاستقلال" قدّم مذكرة بهذا الصدد، في إشارة إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس والأمين العام للحزب غداة صدور قرار الانسحاب، إذ تمنى عليه بقاء وزراء الحزب في الحكومة إلى حين عودته من زيارة خاصة إلى الخارج.