ذكر البروفيسور محمد الصالح زروالة، أن 90% من الدارسين في الجزائر عبر مختلف المراحل التعليمية لا يعرفون المعالم المعمارية الوطنية، وتقتصر معارفهم على محيطهم السكني فقط· مدير المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية وفي مداخلته التي ألقاها، بمناسبة الملتقى الدولي حول تعليمة الحفاظ على التراث المعماري في الجزائر، الذي احتضنته، نهار أمس، كلية علوم الأرض والجغرافيا وتهيئة الإقليم بجامعة منتوري، ذكر أن 10% فقط من التلاميذ والطلبة الجزائريين يعرفون المعالم العمرانية لمدنهم، في حين يجهل البقية الذين يمثلون نسبة 90 % كل الأمور التي تتعلق بالتراث العمراني للجزائر عامة، والمدن التي يسكنونها على وجه الخصوص· ذات المتحدث وبالتفصيل أوضح بأن الدراسة الميدانية التي قام بها شملت 550 شخص من مختلف المستويات التعليمية، ومن بين الإجابات المقدمة كانت 35 فقط صحيحة، 6% منها تعود لتلاميذ في الطور الإبتدائي· هذا، وأضاف البروفيسور في معرض حديثه بأنه من بين 13 ألف مهندس في الجزائر مسجلين على قوائم المجلس النظامي للمهندسين، أزيد من 80% منهم لا يكترثون بمصير التراث العمراني للمدن، ولا يهتمون بالنشاط في الحركات الجمعوية التي تحمل على عاتقها جزءا من مهمة الحفاظ على التراث والمعالم التراثية الأخيرة، قال بشأنها ذات المتحدث، بأنه يوجد 500 أثري معماري مصنف ومحمي عبر الوطن مجهول لدى الباحثين والدارسين في مجال الهندسة المعمارية· وأكد في ذات السياق بأن الأعداد القليلة من المتخصصين في حماية التراث العمراني لا تكفي للحفاظ على الموروث الحضاري في بلدنا· هذا، وخلص زروالة إلى أن الحاجة صارت ملحة لترميم العلاقة بين المواطنين والتراث المعماري قبل التفكير في ترميم وصيانة المعالم العمرانية في المدن، وهي ذات النقطة التي قال عنها بأنه صار من الضروري التخلي عن الطريقتين المعتمدتين في الجزائر من أجل الحفاظ على التراث، لأنها أفرزت نتائج عكسية وكارثية، ويتعلق الأمر بالترميم والصيانة المعزولتين عن المحيط العمراني للبناية والمضاربة العقارية التي تؤثر على مجرى عمليات الترميم وتخلق بفعلها جيوبا عقارية تثير جشع سماسرة العقارات· تجدر الإشارة إلى أن الملتقى شارك في تنشيطه العديد من الباحثين والدكاترة المختصين، قدموا من فرنسا، مصر، المغرب، سوريا والجزائر·