استقبلت قيادة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بقيادة رئيسه محسن بلعباس، مسؤولي أحزاب إسلامية، بحجة التشاور حول الوضع السياسي العام في البلاد، وهوالأمر الذي يؤشر بتغير الموقف الرسمي للحزب من أجل ما أسماه زعيم الأرسيدي، سعيد سعدي، سد الطريق أمام الإسلاميين. التقى، أول أمس، رئيس الأرسيدي محسن بلعباس، رفقة محمد خندق، الأمين الوطني المكلف بالتنسيق، وعبد القادر كروسن، الأمين الوطني المكلف بالاقتصاد، بالأمين العام لحركة النهضة، فاتح الربيعي، رفقة عدد من قياديي النهضة بالمقر الوطني لحزب الأرسيدي في الأبيار بالعاصمة. وتطرق المسؤولان - حسبما أكده الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، في اتصال هاتفي ب"الجزائر نيوز" - إلى القضايا الوطنية والوضع السياسي العام للبلاد. وأشار ربيعي إلى أن اللقاء الذي دام ساعة، ورغم أنه جرى في مقر الأرسيدي، إلا أنه جاء بطلب من حركته، ويهدف اللقاء - حسبه - إلى إجراء سلسلة من المشاورات السياسية مع عدد من الأحزاب المشكلة للطبقة السياسية حول الوضع السياسي العام للبلاد، رافضا الكشف عن فحوى اللقاء ومضمون المحادثات التي جمعته بقيادة الأرسيدي. وأشار بيان صادرعن حركة النهضة إلى "أن نقاشا دار بين الطرفين خلال اللقاء حول الوضع السياسي للبلاد، كما تناول الطرفان وجهات النظر حول أهم الأفكار التي من شأنها أن تخرج البلاد من وضعها الحالي إلى آفاق رحبة تكون فيها الكلمة للشعب". وقد أبدى الطرفان - حسبما جاء في بيان النهضة - رغبة في التعاون بما يفضي إلى تكريس التعددية الحزبية الحقيقية لترسيخ الإرادة الشعبية". ولم يقتصر استقبال الأرسيدي لقيادات أحزاب إسلامية على حركة النهضة بل شملت أحزابا أخرى مثل حركة مجتمع السلم، حيث استقبل محسن بلعباس، الأربعاء الماضي، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، رفقة عدد من إطارات من حمس، لنفس الغاية. وشملت المشاورات "مسألة تعديل الدستور، وبحث آليات ضمان انتخابات رئاسية شفافة بالإضافة إلى حالة اللاإستقرار التي تعيشها البلاد بسبب مرض رئيس الجمهورية". وسبق للأرسيدي أن وجه دعوات إلى أحزاب إسلامية لحضور جلسات مناقشته لمشروع "دستوره"، وكان رئيس حركة مجتمع السلم وقتها من بين الضيوف الذين لفتوا انتباه الحضور، والذي اعتبره متتبعون للساحة السياسية تغيرا جذريا في مواقف الأرسيدي، الذي لم يخف عداءه لأكثر من عشرية من الزمن للأحزاب الإسلامية.