عندما استيقظت هذا الصباح، تلفنت لي جدتي، إن كنت سأذهب أم لا إلى جنازة الجنرال صنهاجي، فقلت لها طبعا سأذهب، هذا واجب يا جدتي، خاصة أنني تعرفت على الجنرال صنهاجي لسنوات طويلة، وذلك قبل أن يأتي بوتفليقة رئيسا على الجزائر، أما جدتي فقد قالت لي، إنها لن تذهب لأن الجنازة محرمة على النساء، وعندما وصلت التقيت بالجنرال خالد نزار الذي كان مستاء من المسؤولين الذين تجنبوه واقتربوا من السعيد شقيق الرئيس، وقال لي "أرأيت يا بحليطو، كم هؤلاء السياسيين انتهازيون..؟! دائما لا يعترفون إلا بالواڤف.. البارحة كانوا يتذللون أمامي ويهتفون باسمي وباسم الجيش، واليوم، ها أنت ترى؟! قلت له، "معليش يا جنرال، الأمس لك، واليوم عليك" سألني، "هل أنت صائم؟"، قلت له "بالطبع أنا صائم.."، قال لي ضاحكا "ظننتك كنت على سفر.." ثم قال لي "هل ترى من هناك، واقفا خلف الشجرة وحيدا؟!"، قلت "من؟"، قال "حمروش".. ثم انفجر ضاحكا.. "المسكين ما زال ينتظر.."، "قلت ماذا ينتظر؟!"، قال "أن يحن عليه الجنرال توفيق شوية، لكنه لم يعد يعلم أن الأمور قد تغيرت"، ثم انفجر ضاحكا.. ثم قال "انظر، انظر يا بحليطو.. إلى ذلك البائس ومن معه؟!"، قلت "من؟"، قال "السامط ولد عباس، كيف هو لاصق بالسعيد، أمير الجزائر الجديد، إنه الوزير لصقة، أليس كذلك؟!" ثم انفجر ضاحكا.. ثم علق من جديد.. "وبوطرفة إمبراطور سونلغاز، ماذا يفعل مع السعيد؟!"، قلت "إنه تحت الرقابة القضائية.. فهمت، أنه يبكي ويشكي ويتوددهم إلى سعيدهم.. هل هو من السعيديين يا بحليطو؟! قلت: "والله لا أعلم يا جنرال" ثم أضفت "وأنت هل ستصبح من السعيديين؟!" نظر إلي غاضبا وقال "أنا من النزاريين يا بحليطو..".