خلفت الرياح القوية المصحوبة بالأمطار التي شهدتها مناطق عدة بولاية تيزي وزو، ليلة الأربعاء إلى الخميس، وفاة كهل يبلغ من العمر 55 سنة إضافة إلى وقوع العديد من الجرحى، فضلا عن تسجيل عدة خسائر مادية معتبرة والمتمثلة في انهيار أسقف بعض المنازل وكذا المنشآت العمومية إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي في الكثير من المناطق وغلق العديد من الطرق وشل حركة المرور بها بسب الأشجار التي اقتلعتها الرياح وسقوط أغصان البعض منها. تسببت التقلبات الجوية المفاجئة التي مست ولاية تيزي وزو ليلة الأربعاء إلى الخميس في خلق حالة من الفزع لدى سكان العديد من مناطقها لاسيما المتواجدة بالجهة الجنوبية منها، وذلك نظرا لقوة الرياح المصحوبة بالأمطار التي كانت وراء تسجيل عدة خسائر مادية منها وبشرية. وحسبما أكده مصدر من مديرية الحماية المدنية، فإن حصيلة نشاط أعوانها بوحداتها الموزعة على إقليم الولاية، كانت ثقيلة مقارنة بكبر حجم الأضرار التي خلفتها العاصفة. ففي بلدية واضية تسببت الرياح القوية التي ضربت هذه المنطقة الواقعة على بعد 35 كم جنوب الولاية، في وفاة شخص المدعو "ش. مصطفى" البالغ من العمر 55 سنة، متأثرا بجروحه البليغة على مستوى الرأس التي تعرض لها بعد سقوط جذع شجرة -قد اقتلعته الرياح- على رأسه مما أدى إلى وفاته وهو في الطريق إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي محمد نذير بتيزي وزو. من جهة مقابلة، كانت الرياح القوية سببا مباشرا في وقوع العديد من الجرحى بالكثير من مناطق تيزي وزو، ولحسن الحظ دون أن تشكل أية خطورة على الأشخاص الذين تعرضوا إليها خاصة أنها إصابات خفيفة تم معالجتها. وفي السياق ذاته، أضاف المصدر نفسه، أن مصالح الحماية المدينة ببلدية آيث يني الواقعة على بعد 15 كم جنوب شرق مدينة تيزي وزو، سجلت انهيار سقف دار الصناعات التقليدية المتواجدة بالمنطقة دون أن يتم إحصاء أية حالة وفاة لحسن الحظ خصوصا أن وقت انهيار السقف تزامن مع تواجد العديد من المواطنين بداخل قاعة هذه المنشأة التي كانت تحتضن حفلات أحد الأعراس، هذا ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة من البلدية لعدة ساعات بلغت في قرية أيث لربعا" 48 سا، وهو نفس المشكل الذي تم تسجيله بالعديد من بلديات الناحية الجنوبية لتيزي وزو على غرار كل من بوغني، ذراع الميزان، آيت يحي موسى، فريقات، حيث بقي أهاليها دون كهرباء لساعات كثيرة. هذا وكاد أن يتسبب انهيار سقف مصنوع من القرميد لإحدى البنايات المتكونة من ثلاثة طوابق ببلدية واسيف الواقعة على بعد 35 كم جنوب عاصمة الولاية، في كارثة، ولحسن الحظ أن العائلات القاطنة بها لم تتعرض إلى إصابات حيث تم إخلاء المكان بأمر من مصالح الحماية المدنية وتحويل العائلات إلى أقسام إحدى المدارس الابتدائية التابعة للبلدية بصفة مؤقتة. ببلدية عين الحمام الواقعة على بعد 60 كم جنوب شرق الولاية، كانت العاصفة وراء انهيار سقف مستشفى المدينة -مصنوع من القرميد- الذي كان يغطى مصلحة تصفية الدم الخاص بمرضى الكلى، حيث لم يتم تسجيل هناك أية حالة وفاة أو إصابات بحكم أن المصلحة كانت خالية من المرضى. في السياق ذاته، نجم عن التقلبات الجوية المسجلة بتيزي وزو شل حركة المرور في عدة محاور منها المترتب عن الأشجار المقتلعة بواسطة الرياح كما هو الحال بالطريق الوطني رقم 25 في جزئه الرابط بين مدينتي ذراع بن خدة وذراع الميزان وكذا الطريق الولائي رقم 128 ببوغني. هذا وبقي سكان المدن الساحلية من الولاية على غرار بلديتي أزفون وتيقزيرت دون شبكة تغطية الهاتف النقال لأكثر من 48 ساعة بسبب الأعطاب التي تعرضت إليها أعمدة توزيع الشبكة بهذه المناطق. وفي الإطار المتعلق بقوة وسرعة الرياح، أشار مصدرنا إلى أن مصالح الأرصاد الجوية حددت سرعة الرياح ب 100 كم/سا حيث دامت لأكثر من ساعتين من ليلة الأربعاء إلى الخميس.