قلت لحماري التعيس الذي بدأ يستمتع بقطرات المطر التي ستغسل القلوب والعقول معا من رطوبة الصيف.. يقولون إن مدينة الجزائر من بين الأسوأ في العالم ما رأيك أنت أيها الحمار؟ نهق نهيقا مستفزا وقال.. وهذا صحيح. قلت.. توافق على ذلك دون نقاش؟ قال.. لا أناقش يكفي أن أعيش في كل هذه الرطوبة حتى أعرف أنها سيئة جدا. قلت.. الجو ليس معيارا يا حماري. قال.. سأزيدك حتى تعرف أني لا أبالغ الوسخ والتسول والشوارع الضيقة والأرصفة القديمة والغاشي الراشي ماذا تريد أكثر؟ قلت.. نظرتك سوداء. قال.. أنا أقول الحقيقة فقط ولا يمكن أبدا أن أكذب في شيء يعرفه الجميع. قلت.. ولا حسنة؟ قال.. إذا أردت أن أضيف لك الوسخ السياسي أيضا سأضيف ولكن بعدها ستكون الكارثة وستصبح هي الأسوأ على الإطلاق في العالم. قلت غاضبا.. أنت تبالغ. قال.. قول الحق مزعج ولكن ماذا تريد هذه هي الحقيقة. قلت.. لكن من بعيد تظهر صورتها وكأنها عروس. نهق عاليا وقال.. من بعيد فقط ولكن من قريب عليك أن تسأل وزير البيئة الذي ذهبت وعوده هباء منثورا. قلت.. لقد قال إنه سينظف البلاد ولم يفعل. قهقه حماري وقال... النظافة صعيبة يجب أن تتخلص أولا من كل الزوائد وبعدها يمكنك أن تتكلم. قلت.. إذن سنبقى في هذا العفن؟ قال.. هذا هو قدرنا وسخ على كل الجبهات.