تضاربت آراء الشارع الجزائري عشية إجراء قرعة الدور الفاصل بمقر الاتحادية الافريقية لكرة القدم بالعاصمة المصرية القاهرة، حول الفريق الذي سيواجهه المنتخب الوطني الجزائري في مقابلة السد المؤهلة إلى المونديال، حيث أجمع الكثيرون على رغبتهم في مواجهة الفريق المصري من جديد، بهدف تأكيد هيمنة المنتخب الوطني عليه وتكرار سيناريو ملحمة أم درمان. في حين أن نسبة ضئيلة فضلت مواجهة إحدى الفرق التي تتضمنها المجموعة ما عدا مصر والكاميرون، من أجل ضمان الفرجة والمتعة الكروية والابتعاد عن كل ما هور غير رياضي قد ينجم من الاحتقان الزائد الموجود بين مصر والجزائر، وكذا لتفادي لعبة الكواليس في حالة مواجهة أشبال الناخب الوطني حليلوزيتش للفريق الكاميروني. التمست "الجزائرنيوز" من خلال الجولة الاستطلاعية التي أجرتها، أمس، بمختلف أزقة وشوارع مدينة تيزي وزو، أن الشارع القبائلي، على غرار بقية شوارع ربوع الوطن، يعيش حالة كبيرة من الترقب حول ما ستسفر عنه اليوم نتيجة قرعة الدور الفاصل التي ستحدد هوية الفريق الذي سيواجهه المنتخب الجزائري في مقابلة السد المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم بالبرازيل. فالكثير منهم أبدوا رغبتهم في مواجهة المنتخب المصري من جديد رغم كل الحسابات الرياضية أو السياسية التي قد تطغى على المواجهة، وذلك من أجل تكرار فقط ملحمة أم درمان في 2010:«طعم التأهل لن يكون إلا بمواجهة مصر". كما أضافوا أن رغبتهم في مواجهة المنتخب الوطني لنظيره المصري نابع من إرادتهم في إثبات، للمرة الثانية على التوالي، هيمنة الكرة الجزائرية على الكرة المصرية في الآونة الاخيرة "نأمل مواجهة مصر لنؤكد لهم أننا بمثابة نقطة سوداء بالنسبة لهم". وراح البعض منهم لتفسير رغبته في مواجهة المنتخب المصري ليؤكد على أن الانتصار على مصر ستكون له فرحتان في الوقت ذاته "فرحة الفوز من جديد على مصر وكذا فرحة التأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل". في السياق ذاته، أشار بعض الأنصار إلى أنه إذا أسفرت نتيجة القرعة على مواجهة أشبال حليلوزيتش للمنتخب المصري، سيكون ذلك بمثابة مقابلة صلح بين الفريقين من أجل طي صفحة الماضي وجعل الروح الرياضية سيد المباراة دون استغلالها لأغراض سياسية:«نأمل مشاهدة مباراة رياضية تطغى عليها المتعة والفرجة"، كما صرحوا أن "التطورات التي عرفتها مؤخرا بعد سقوط نظام مبارك حادثة الاعتداء على الفريق الوطني بالقاهرة، والتي كشفت استغلال المقابلة لأغراض سياسية جعلتنا نبتعد عن الاحتقان الزائد بين الطرفين ونأمل مشاهدة مقابلة في القمة والغلبة للفريق الأقوى". من جهة مقابلة، فضل القليل من عشاق المنتخب الوطني مواجهة إحدى الفرق التي تتضمنها المجموعة، على غرار السينغال، بوركينافاسو، وإثيوبيا، ماعدا مصر والكاميرون، لأسباب حصروها في رغبتهم تفادي تكرار سيناريو 2010 عندما واجه الفريق الجزائري نظيره المصري والأحداث التي تبعت المباراة التي جعلت الأخيرة تخرج عن نطاقها الرياضي، ناهيك عن رغبتهم في تفادي مواجهة الكاميرون من منطلق لعبة الكواليس التي قد ستسود المقابلة، بحكم أن رئيس الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم ينحدر من دولة الكاميرون:«لعبة الكواليس من اختصاص الفرق الإفريقية، لذا يجب تفادي مواجهة الكاميرون على الاقل لضمان ولو بنسب ضئيلة عامل الغلبة للأقوى فوق الميدان".