تسرد أحداث فيلم (على مدى البصر) للمخرج الأردني أصيل منصور في تجربته الروائية الطويلة أولى حكاية امرأة شابة تعمل على اختيار قرارات كانت قد توصلت إليها في ليلة تحتشد بألوان التشويق والمغامرة، وتدور حول الفتاة ليلى التي هي في أوائل العشرينات من عمرها وتجد نفسها متسرعة على ترك حبيب تعرفت عليه في الجامعة فتعشقه، والزواج من آخر خطبها. حياة ليلى الزوجية باردة ومخيبة للأمل مع زوج غائب، فعدا وحدتها وغياب زوجها المتواصل، تتراكم خيباتها، وخيالات من الماضي تلاحقها. تحاول إيقاف هذا الماضي المنسرب من بين الأصابع، ويتحتم عليها إعادة النظر في قرارات اتخذتها خلال حياتها، وفي خضم ذلك هناك من يحاول سرقة سيارتها، بينما هي وحيدة في بيتها المعزول، بعد مقابلتها للص يحاول سرقة سيارتها، وما إن تواجه اللص، حتى يتجمد الزمن وتتكثف حياتها، مقابل حياة اللص، الذي يستعيد كل ما أفضى به إلى الموقف الذي هو فيه. حياتها مقابل حياته، وكلاهما في موقف يستدعي قرارات غير عادية.. يحاول اللص اللعب على وتر الدوافع التي أدت به إلى محاولة سرقتها، الأمر الذي يجعلهما في مواجهة قرارات غريبة. لتبدأ المواجهة بين ليلى وسامي تأخذ مجرى آخر، في كل هذا الهدوء، كي تتفجر كل الحكايات التي أدت إلى إيصالهما الى هذه النقطة تحديدا، نقطة البوح غير المتفق عليه، بعد مكالمة استدعاء لزوجها عبر هاتف اللص، زوجها الذي اكتفى بقوله "سأشتري لك سيارة جديدة لا تقلقي"، لكنها تريد سيارتها، ليس تمسكا بها بل لما تركته داخلها، الصور التي التقطتها في الغابة مع حبيبها الأول، واللص الذي كان بمقدوره إنقاذ ابنه من الموت لو أنه لم يستجب لمديره في "ورشة تصليح السيارات" بالبقاء مقابل 100 دينار، هكذا يصلان إلى نقطة اتفاق، أن يعيد لها سيارتها، وتعطيه 700 دينار تكفي لدفع مصاريف المشفى وإخراج ابنه لدفنه. فكرة الفيلم مدهشة ولكن كان ينقصه الحوار الذكي، فضعف حوار الفيلم منع تشكل فيلم مذهل ومكتمل. وهو يمزج بين الدراما الاجتماعية ومفردات التشويق والمغامرة وانعكاساتها على سلوكيات شخوص في مواضيع غير عادية في اتكاء على عناصر الفلاش باك والتنقل بين الفترات الزمنية المتباينة، وتكمن أهميته في خلق شعور الترقب، كي تصل إلى نهاية على الأغلب لم تكن متوقعة لكثيرين. وفيلم "على مد البصر" عرض ضمن مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان وهران، وقد سبق له أن شارك بفعاليات "مهرجان فينيسيا السينمائي" في إيطاليا، وذلك من خلال مبادرة يقوم بها مهرجان دبي السينمائي، لترويج وتقديم الدعم للمواهب وانتاجات السينما العربية الجديدة. وهران/ محمد عبيدو سنة الإنتاج: 2012 مدة العرض: 84 دقيقة الإخراج: أصيل منصور السيناريو: أصيل منصور التصوير: أنطوان كاربنتير الموسيقى: نديم مشلاوي الإنتاج: شاشات للإنتاج الفني الممثلون: خالد الغويري، ناديا عودة. المخرج أصيل منصور: مخرج أردني فلسطيني، من مواليد العراق، درس الإعلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تحصل على درجة الماستر، أخرج عدة أفلام قصيرة في الفترة ما بين 2004 إلى غاية 2008، كما شارك في صناعة وثائقيات عن اللاجئين. شارك في تأسيس شركة شاشات للإنتاج بالأردن، يشتغل الآن على سيناريوهات لأفلام طويلة أخرى بعد فيلمه الأول "على مد البصر".