اعتصموا رفقة أبنائهم أمام مقر الولاية للتعبير عن سخطهم وللفت انتباه السلطات. أقدم أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية "موح أرزقي ميمون" بمدينة تيزي وزو، صبيحة أمس، على منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة والاعتصام برفقة التلاميذ أمام مقر الولاية، احتجاجا على الأوضاع المتردية التي تتواجد عليها هذه المؤسسة التربوية والتي أضحت خطرا حقيقيا يهدد صحة وسلامة التلاميذ ويهدد مسارهم التعليمي. لم يتحمل أولياء تلاميذ ابتدائية أرزقي ميمون الوضع المزري الذي طغى على هذه المؤسسة التربوية التي يعود تاريخ تواجدها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي وبالضبط إلى سنة 1932، حيث أقدموا صبيحة نهار أمس، على منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة تنديدا بالنقائص المسجلة بالابتدائية والتي جعلتها مجرد هيكل بدون روح وأضحت خطرا حقيقيا يهدد سلامة وصحة متمدرسيها. وأكثر من ذلك وتعبيرا منهم عن استيائهم وسخطهم الشديدين على الصمت اللامبرر الصادر من طرف السلطات العمومية وقصد لفت انتباهها إزاء مشاكلهم المطروحة، قام أولياء التلاميذ برفقة أبنائهم بالاحتجاج أمام مقر الولاية والاعتصام أمام مدخله الرئيسي، حيث رفع التلاميذ عدة شعارات على غرار "إبتدائية ميمون، مدرسة منكوبة"، "صحة أبنائنا في خطر"، "أين حقوقنا؟". من جهة أخرى، أكد متحدث باسم جمعية أوليا التلاميذ في تصريحاته ل«الجزائرنيوز" على أن الابتدائية لم تدرج ضمن أوليات الجهات المعنية وعلى رأسها مديرية التربية بالولاية رغم الشكاوى العديدة التي رفعوها إليها قصد إعادة تهيئتها وتخليص أبنائهم من المعاناة التي يتكبدونها على مستواها، مضيفا أن المدرسة وبالنقائص الكثيرة التي تعتريها أصبحت صالحة لكل شيء ما عدا استغلالها في المجال التعليمي، حيث أنها لم تخضع لعملية إعادة تهيئة منذ 15 سنة "إن سجلنا بضعة أشغال إعادة تهيئة فهي تقتصر فقط على عملية إعادة طلاء الجدران الخارجية للمؤسسة"، كما أوضح أن النظافة منعدمة بكافة محيطها الداخلي، إذ أن النفايات التي يخلفها المطعم المدرسي تبقى مرمية بداخلها لأيام عدة، ما ينجم عنه رائحة كريهة تصل حتى داخل أقسامها، فضلا عن الوضع الكارثي الذي تتواجد عليه المراحيض بسبب قدمها وغياب المياه فيها بصفة دائمة، ما خلق -بحسبه- جوا ملائما لانتشار الأمراض والروائح التي لا تطاق لاسيما أن الأمر يتعلق بأطفال صغار "كثيرا ما تعرض العديد من أبنائنا إلى أمراض خطيرة اكتشفنا بعد إخضاعهم للفحوصات الطبية اللازمة أن مصدرها ميكروبات ناجمة عن غياب النظافة بالمحيط المدرسي"، وفي الإطار نفسه، أشار إلى أن الجدار الخارجي للابتدائية تم تحويله من طرف المواطنين إلى مفرغة عمومية دون أن تحرك السلطات ساكنا رغم الأخطار العديدة المحدقة بصحة التلاميذ خاصة من طرف الكلاب الضالة التي اتخذت من المكان مرتعا لها. وفي شأن آخر، صرح بأن أرضية فناء المدرسة جد مهترئة وكانت في العديد من المرات وراء تعرض التلاميذ إلى جروح خطيرة، ناهيك "في الشتاء يحرم التلاميذ من الخروج للعب في الساحة جراء المياه المتجمعة بها". هذا وقال محدثنا، إن جزءا كبيرا من الجدار المحيط بالمؤسسة تعرض لانهيار دون أن يتم إعادة بنائه ليصبح منفذا للحيوانات الضالة وكذا بعض الغرباء الذين يقتحمون المدرسة خاصة في الفترات الليلية. ومن جهته، أكد رئيس ديوان الوالي في الاجتماع الذي عقده مع ممثلين عن أولياء التلاميذ وبحضور كل من مدير قطاع التربية ورئيسي بلدية ودائرة تيزي وزو، على أن أشغال عملية إعادة بناء الجدار الخارجي للمؤسسة، سيشرع فيها إبتداء من اليوم في حين ستنجز أشغال التهيئة الأخرى في ظرف لا يتجاوز الشهرين.