أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال لأول مرة أن حكومته على أتم المعرفة والإدراك بحاجة الجزائر إلى التغيير "لكن التغيير مع الجميع وبهدوء وبالتفاهم والتواصل"، موضحا أن "جميعنا ننتظر الثورة.. الثورة الاقتصادية والاجتماعية". أدخل الوزير الأول عبد المالك سلال لأول مرة منذ بداية زياراته إلى الولايات، مصطلحا غير مألوف في قاموسه وخطابه السياسي، إذ استعمل "التغيير" في سياق حديثه عن وجود إدراك لدى حكومته بأن الجزائريين ينشدون التغيير. وإذا كان البعض فهم أن التغيير الذي قصده سلال هو التغيير المطلوب من طرف المعارضة الذي يشمل النظام، فإن سلال أوضح بأن التغيير الذي يريده هو "التغيير مع الجميع وبهدوء وبالتفاهم والتواصل لأننا عرفنا معنى زوبعة التغيير اللاعقلاني والحدود التي وصلنا إليها بفعله"، وأردف "قبل أي تغيير ينبغي العودة إلى ماضينا لاستخلاص العبر". ولم يفصل سلال بين التغيير وضرورة الحفاظ على منجزات رئيس الجمهورية والاستقرار الذي حققه، إذ قال "إن الفضل في التقدم والتطور الذي أحرزته الجزائر كان بفضل هذا الرجل (يقصد الرئيس بوتفليقة) ولابد من الحفاظ على الاستقرار الذي حققه"، كما أضاف لاحقا "الشعب الجزائري ليس في حاجة إلى وساطات، وإذا أراد اختيار من يقوده فليختار"، داعيا إلى الابتعاد عن الوساطات التي تفتقد للمعنى. كما استعار سلال مصطلحا ثانيا لدى زيارته إلى سطيف، وهو الثورة، لكنه وظفه وفق منطق حكومي بحت، إذ قال "جميعنا ينتظر الثورة.. الثورة الاقتصادية والثقافية حتى ينفجر الإبداع الجزائري سواء بالكتابة أو بالرسم أو البناء". وكان الوزير الأول في بداية زيارته، قد توقف بجامعة فرحات عباس للعلوم والتكنولوجيا للاستماع إلى محاضرة في التقنيات الحديثة لتخزين المعلومات، إذ سمح للطلبة بطرح ثلاثة أسئلة تمحورت حول إمكانية الجزائر مواكبة التطور التكنولوجي مقارنة بوضعها الاقتصادي الحالي، أين اعترف سلال بصعوبة الأمر لعدم امتلاك قاعدة صناعية، لكنه في الوقت ذاته حث الطلبة على خلق أجواء المواكبة وتحويل الجامعة لإنتاج الأدمغة الباحثة عن حلول الإقلاع الاقتصادي وقال "الحكومة مستعدة لتمويل مشاريع الشباب الجامعي وبحوثهم، موضحا أن مستقبل الجزائر مرتبط بالتحكم في التكنولوجيا وأن الرهان هو غزو الأسواق الخارجية وليس الداخلية، داعيا الطلبة للعمل على جعل أنفسهم مشاريع لحلول مختلف مشكلات الجزائر"، مضيفا "انجزوا شراكات بين جامعاتنا وجامعات الخارج لنيل الخبرة والتجربة". وقال سلال على صعيد الخدمة العمومية إنه "لن يقبل مستقبلا أن يقول المسؤولون للمواطنين في الإدارة حلوا مشاكلكم مع المسؤولين الفوقيين لأننا منحنا الصلاحيات، فاحكموا وبادروا، وإذا أخطأتم بحسن النية سأغطي عنكم". هذا، وقد كانت لسلال وقفات في عدة محطات، أهمها الأشغال العمومية والموارد المائية والصحة والسكن والصناعة.