جاء في كلمة رئيس البرلمان، عبد القادر بن صالح، تزكية واضحة ودعما لا غبار عليه للوزير الأول عبد المالك سلال، في خرجة فجائية قفز فيها الرجل الثاني في الدولة على مبدأ البقاء على مسافة واحدة من شخصيات الدولة، في ظرف ضبطت خلاله الساحة السياسية ساعتها، على الرئاسيات المقبلة، حيث وصفه لأول مرة علنا، وبشكل غير مسبوق بأنه محقق الاستقرار ومُمتن للعلاقات بين الحاكم والمحكوم، وعزز الثقة بينهما، وهي أهداف سياسية سامية وضعتها السلطة دوما نصب عينيها لتحقيقها. كل ذلك تحقق في نظر رئيس البرلمان على يد الوزير الأول.. فلم يراع عبد القادر بن صالح البتة، ما يمكن أن يترتب عن كلامه الذي أفرده للوزير الأول عبد المالك سلال المُتردد اسمه في الساحة السياسية كأحد أبرز المرشحين للرئاسيات المقبلة. ولم يراع الرجل الثاني في الدولة أن عقارب الساعة السياسية مضبوطة على موعد 2014 في الجزائر، إذ لم يبتلع بن صالح مصطلحات موقفه وراح يوحي بخطابه كأنه في حملة مسبقة لصالح عبد المالك سلال، مبديا إعجابه غير المسبوق، به. وفضل الرجل الثاني في الدولة أن يفرد صفحتين من خاتمة كلمته عن سلال واستهلها بقوله "الأمر الذي يستحق التنويه يكمن في أسلوب عمل الحكومة الذي أصبحت تعتمده عن طريق الاتصال المباشر من خلال الزيارات الميدانية المتلاحقة التي أصبح الوزير الأول يقوم بها عبر ولايات الوطن"، منوها بما ترتب عنها، إذ ذكر أن عمل سلال أثمر "بتحسن واضح متّن العلاقات بين الحاكم والمحكوم، وهو تحسن أدى إلى تقليص المسافة بين السلطة والمواطن"، وحسب بن صالح يعود الفضل لسلال في إعادة الثقة ما بين الطرفين أيضا. وفي تأكيد أن ما يقوله ليس تعبيرا عن شعور عابر، قال بن صالح "نعم سيداتي سادتي، تلك هي العوامل التي بها تحقق الاستقرار الذي عزز اللحمة الوطنية ووفر أجواء الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات والإحساس بالوزن والمكانة وقوى وحدة الشعب وجنّب البلاد العواصف التي راحت تعصف مؤخرا على منطقتنا وعديد المناطق عبر العالم"، ليزيد على كل ذلك تشبيها ضمنيا بين ما يقوم به سلال حاليا وسبق وانتهجه الرئيس بوتفليقة، حيث قال صالح لاحقا "وتلك كانت السياسة التي انتهجتها الجزائر تحت قيادة الرئيس بوتفليقة". وهو الكلام الذي يرفع حتما من أسهم الوزير الأول بين الشخصيات السياسية كونه يحمل إشارات قوية بوجود دعم ما لسلال في السلطة، خاصة وأن كلاما من هذا النوع صادر عن الرجل الثاني في الدولة، في ظرف لا حديث يعلو عن حديث الرئاسيات المقبلة.