قال عبد القادر بن صالح، المرشح لقيادة الحزب السياسي الثاني في البلاد، على هامش احتفالاته بذكرى حرب التحرير السنوية، وعلى خلفية الاعتداء على حرمة القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء، إن المغرب "دخل مع الجزائر في مخاطرة غير محمودة النتائج، وإن التحريض على التهجم على الجزائر بلغ درجة رسمية"، ناصحا الرباط "بمراجعة الحسابات والتفكير جيدا". قال عبد القادر بن صالح، في نهاية خطابه الخاص بمناسبة الذكرى ال 59 للثورة، إنه يعتقد أن مبررات التهجم على الجزائر من قبل المغرب هي بسبب الانتصارات التي حققتها القضية الصحراوية على المستوى الدولي "إلا أن الواقع يبين أن هناك تحريضا رسميا من طرف المغرب على الجزائر"، مضيفا "المسؤولون المغاربة جددوا العزف على نغمات كنا نسمعها في الستينيات من القرن الماضي" في إشارة إلى المطلب القديم الخاص بضم تندوف وبشار للأراضي المغربية باعتبارهما منطقتين تابعتين لها". ووضع عبد القادر بن صالح التصعيد المغربي الأخير في سياق "إلهاء الشعب المغربي عن أوضاعه الداخلية غير المريحة، ونحن في الجزائر نتمنى للمغاربة أوضاعا أحسن مما هم عليه حاليا". وأردف عبد القادر بن صالح: "إن الساسة في المغرب لم يجدوا طريقة أحسن للتعبئة والتحريض من أسلوب التهجم على الجزائر". واعتبر رئيس مجلس الأمة، وهو بقبعة أمين عام الأرندي، أن الشارع السياسي في المغرب "يُقدم على مخاطرة غير محمودة العواقب والنتائج". وشكك المتحدث في أن تكون عملية الاعتداء على القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء عفوية: "المغاربة يعرفون جيدا قيمة تاريخ ذكرى نوفمبر، ويحق لنا التساؤل إن كانت عفوية أم لا، في حين عملية الإساءة للعلم الوطني جرت تحت أعين الشرطة". واعتبر بن صالح أنه في خضم سوء العلاقات الثنائية لن يكون هناك رابح "بل ستكون هناك فقط الخسارة، لكن على المغرب أن يُدرك أنه سيكون صاحب الأضرار الكبرى، فمصلحة الجميع في ترجيح العقل والرصانة"، داعيا الحكومة المغربية إلى عدم تبرير إخفاقاتها في الملف الصحراوي بالتهجم على الجزائر بجعلها شماعة "لأن القضية ثنائية بين الصحراء الغربية والمغرب". وجدّد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، دعوته للمغرب بضرورة مراجعة الحسابات والتفكير جيدا في قضية الملف الصحراوي، ومنح حق تقرير المصير للشعب الصحراوي".