أعلن عبد القادر بن صالح الأمين العام "القادم" للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، خلال إحيائه الذكرى 59 للثورة، بأن حزبه "يدعم الرئيس بوتفليقة من أجل استقرار الجزائر وهذا الموقف ثابت لا يعتريه التردد والمراهنة بالمجهول"، مضيفا في رد ضمني على الأفلان الذي استأثر بترشيح بوتفليقة " الرئيس أكبر من أن يكون مرشحا لحزب واحد". المتأمل في ثنايا الخطاب الذي ألقاه عبد القادر بن صالح، أمس، بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين وحضره المئات من المناضلين، يتأكد أن المناسبة كانت مزدوجة الأولى رمزية تاريخية والثانية مناسبة لإعلان رسمي من الأرندي عن دعم الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، إلا أن عبد القادر بن صالح هاجم ضمنيا بعض السياسيين الذين لا يزالوا لم يفصلوا بعد في توجهاتهم بخصوص الرئاسيات المقبلة، عندما استعمل عبارات من قبيل "لسنا من أصحاب مسك العصا من الوسط ولا الملتحقين بالقطار في محطته ما قبل الأخيرة ولا الذين يعتريهم التردد والمراهنة بالمجهول". وهاجم بن صالح جبهة التحرير الوطني ضمنيا أيضا عندما قال "نعلن بوضوح أن خيار الأرندي يتمثل في دعم الاستقرار ومواصلة الانخراط في إصلاحات الرئيس ونقول إن الأخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أكبر من أن يكون مرشحا لحزب واحد" مثلما أراد عمار سعداني استباق الطبقة السياسية وترشيحه باسم الأفلان. ومن بين ما قاله بن صالح وهو عبارة عن سهام موجهة لجبهة التحرير الوطني التي يقودها عمار سعداني "نحن ليست لنا وصاية على أحد ولا نملي المواقف على أي كان ولا نحتكر التاريخ ولا الثوابت الوطنية التي هي ملك كل الجزائريين ولا ندعي تصدر القافلة"، وهي لها أفعال سياسية يمارسها الأفلان بقيادة عمار سعداني، خاصة محاولته إملاء المواقف على منظمات جماهيرية وأحزاب سياسية في إطار تحالفات جديدة كان قد رفضها عمارة بن يونس بعد أن حاول جره إليها. ومن بين العبارات التي وردت في خطاب بلخادم انتقادا لبعض الخصوم السياسيين قوله "عندما اختار حزبنا طريق التقويم الوطني في السنوات الصعبة كان كثير من الذين نراهم اليوم يتهافتون على مقاعد الصف الأول، يقفون خارج الخيار الصعب"، مواصلا "لهذا فإن محاولة القفز على التاريخ والمواقف لن تغيّر من الواقع شيئا ولن تحيدنا عن طريقنا ولا قناعاتنا لأننا لسنا من الذين يجعل من القناعات قِناعات (بكسر القاف) وأردف أيضا مهاجما فيما يبدو حركة مجتمع السلم التي انسلخت عن التحالف وأعلنت انتقالها للمعارضة "المستقبل لن يكون إلا لأصحاب المبادئ وليس للباحثين عن التموقع أو البحث عن أدوار جديدة في المشهد السياسي"، وقال قبيل هذه العبارة "القيم ليست بضاعة تعرض للمزايدات والتجمع الوطني الديمقراطي لا يستثمر في مطالب شعبه"، وتجدر الإشارة هنا إلى أن بن صالح سبق ووصف حمس بأنها "باحثة عن عذرية جديدة" وهو ما أغضب كثيرا الحركة التي اضطرت الردّ عليه رسميا. وجدّد عبد القادر بن صالح أن الاستحقاق الرئاسي سيبقى موعدا ثابتا، إذ قال "إنه يُمكن وضع آفاق 2014 تحت عنوان الانتخابات الرئاسية وإذا كنا ننظر للمسألة على أنها موعد آخر مكرس للشرعية واستحقاق في آجاله، فالتجمع الوطني الديمقراطي لن يحمل العصا من النصف"، معلنا قبل ذلك "لم يكن تأييدنا لسياسة الأخ الرئيس سوى إيمانا منا بإخراج الجزائر من أوضاع الأزمة و؟؟؟الانصراف". وأسهب بن صالح في سياق متصل، في التأكيد على أن الأرندي لا يزال موجودا، إذ قال "ما يُمكنني قوله عن التجمع الوطني الديمقراطي هو أن الحزب يعرف جيدا وجهته وطريقه في مختلف المسارات السياسية باعتباره قوة سياسية محورية أساسية لا تحتاج إلى الدليل وهو حزب له رؤية ومواقف أكسبته ثقة ومصداقية الجميع"، مواصلا "وهو حزب أثبت عمليا جدارته بهذه المواصفات وتلك القناعات في كافة المراحل التي مرّ بها والتي مرت بها البلاد وهو ليس في حاجة لتأكيد ذلك". ويرى بن صالح أيضا أن الحزب "اجتاز كافة الامتحانات من الثقة والوحدة والعبور من رحلة الشك إلى اليقين ومن الاختلاف إلى التوافق ومن الضبابية إلى وضوح الرؤية"، معتبرا أن "صفحة الأزمة في الأرندي قد طويت وحلت مرحلة التآخي والعمل المشترك.. فالحزب بخير لأن البعض راهن على نهايته فأخطأوا الموقف واستعجلوا في استخلاص النتيجة". وعن التحالفات السياسية المقبلة، قال بن صالح "الحزب سيُواصل نضاله السياسي في وعائه السياسي الطبيعي الذي عمل فيه من سنوات"، موضحا أن هذا التوجه "هو في نطاق تنفيذ برنامج السيد الرئيس" لكنه استدرك "في الوقت نفسه ندعو إلى ضرورة تقييم التجربة لمعرفة النقائص قبل اقتراح البدائل ومن ثم الانصراف نحو رؤية واضحة بما من شأنه ضمان استمرار التوجه مع الانفتاح على الأطراف التي تؤمن بتوجهات رئيس الجمهورية والعمل معها بوضع أرضية سياسية تتماشى مع المستجدات التي عرفتها وتعرفها الساحة الوطنية".