يتحصل طلبة كلية الحقوق، عقب أربع سنوات من الدراسة، على شهادة ليسانس دون إعداد مذكرة نهاية الدراسة، لماذا؟ أريد أن أشير في بداية الأمر إلى أن كلية الحقوق لم تنتهج إعداد مذكرة قبل التخرج بالنسبة لطلبة السنة الرابعة، منذ أن تخرجت منها وصولا إلى تنصيبي عميدا لها، وتعود أسباب ذلك إلى الإرتفاع المتزايد لعدد طلبة الكلية، حيث يقدر عددهم الإجمالي حاليا ب 23 ألف طالب، أما عدد المقبلين على التخرج سنويا، فيقدر ب 03 آلاف طالب، وبلغ عدد طلبة السنة الأولى، خلال الموسم الجامعي الحالي 6800 طالب، وبناء عليه، لا يمكن إخضاع هذا العدد للمناقشة في ظل إمكانيات التأطير المتوفرة، حاليا، وإذا كان الهدف من إنجازها هو تطبيق منهجية البحث العلمي، فأعتقد أن البحوث التي ينجزها طلبة الحقوق خلال الموسم الدراسي في حصص الأعمال الموجهة، كفيلة بتلقينهم أسس البحث العلمي ومناهجه، وكيفية الإلقاء التي تندرج في إطار تكوين شخصية الطالب، الذي يطالب بإعداد ما يقارب 07 بحوث خلال السنة، علاوة على تنظيم امتحانات شفوية يجريها في جل السنوات، فلماذا يجبر الطالب على إنجاز مذكرة لن نستفيد منها، والتي لا ترقى لأن تكون مرجعا بالنسبة للطلبة، كما أنه لا يمكن الإحتفاظ بها في مكتبة الجامعة، فهي عبارة عن هدر لمال وجهد الطالب· يُعِد، معظم طلبة كليات جامعة الجزائر، مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس، ما تعليقكم على ذلك؟ أعتقد أن إعداد مذكرة التخرج لا بد أن تراعى فيه شروط البحث العلمي، ويتم من خلالها تطبيق المعايير، عكس ما يحدث في مذكرات التخرج التي لا تكاد تخلو من الأخطاء المنهجية، والتي لا تستغل فيما بعد، كما يمكن إدراجها في خانة تكاليف إضافية بالنسبة للطالب، ينجر عنها عبء مادي وجهد فكري دون أن تتم الإستفادة منها، كما أن طبيعة العلوم القانونية تفرض عدم إنجاز الطالب لمذكرة التخرج بعد أربع سنوات· طلبة الماجستير في كلية الحقوق يُعِدون مذكرات تخرج، هل يتم الإستفادة منها في المؤسسات والهيئات ذات الصلة؟ قمنا بإطلاق مبادرة لإرسال نسخة من الدراسات التي تتحصل على درجة الإمتياز إلى الجهات المعنية، والجامعات من أجل الإستفادة منها، حيث أنها تعد بمثابة مرجع يتمكن من خلاله طلبة كلية الحقوق من استغلال الدراسة، وأشير إلى أن غياب التنسيق بين الهيئات القضائية على غرار وزارة العدل والمجلس الدستوري والكلية، يخلق العديد من العراقيل لدى الباحث أثناء إعداد الدراسة، أذكر في هذا المقام، وعلى سبيل المثال، رسالة الدكتوراه التي أجريت حول السجون في الجزائر، فقد وجد الباحث العديد من الصعوبات أثناء إعداد الدراسة في الميدان، نظرا لسرية بعض المعلومات، وهذا ما لا يساعد البحث العلمي على التقدم·