بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعات تمهيدية في إسطنبول مساء أمس، وذلك عشية البت في موقفه من مؤتمر "جنيف 2". وقالت مصادر المعارضة إن الهيئة السياسية ل "الائتلاف" ستجتمع قبل اجتماع الهيئة العامة اليوم، مشيرة إلى أن المعارضة ستؤكد أن مشاركتها في "جنيف 2" تكون فقط، وفق ضمانات لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة خلال الربع الأول من العام المقبل. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أعلن أن تأخير إعلان موعد انعقاد المؤتمر هو بسبب انتظار ما سينتج عن اجتماع المعارضة السورية، مضيفا أنه سيتم خلال أيام تحديد موعد انعقاد مؤتمر "جنيف 2" لبحث حل ينهي الأزمة في سوريا. قبل ذلك كانت روسيا أعلنت استعدادها لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة بعد إجراء مسؤولين فيها لقاءات مع معارضين سوريين مقربين من النظام. ورغم فشل كافة المحاولات السابقة لتحديد موعد لعقد مؤتمر "جنيف 2"، عاد الحديث عن قرب حدوث ذلك من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومن عمّان، أكد أن العمل مستمر لانعقاد مؤتمر "جنيف 2". التأكيد الأمريكي كان سبقه محاولة أخرى لإعادة إحياء جهود عقد المؤتمر تمثلت بعقد لقاءات من قبل المفاوضين الأمريكيين والروس الموجودين في جنيف مع معارضين سوريين مقربين من النظام ومن خارج الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة. لقاءات تمّت مع شخصيات مثل رئيس جناح لجنة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورئيس حزب الوحدة الكردي صالح مسلم، ورئيس التجمع الديمقراطي الموحد وعم الرئيس السوري رفعت الأسد وممثلين عن حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء المقال قدري جميل وهؤلاء يطلق عليهم الائتلاف السوري المعارض المعارضة الموالية لنظام الأسد. هذه اللقاءات وبحسب الخارجية الروسية أسفرت عن قبول وتجاوب من تم لقاؤهم بالمقترح الروسي المتمثل باستضافة حوار غير رسمي بين المعارضة وبين النظام السوري على أراضيها برعاية دولية. هذه التطورات تلت تصاعد الخلاف بين المعارضة السورية وبين المبعوث المشترك إلى سوريا بعد تحميل الأخير لها جزءا من مسؤولية الفشل في عقد المؤتمر. الائتلاف رد بإعلانه أن ما يجري ليس إلا محاولة لتقديم شخصيات مؤيدة للنظام بديلة عنه ورفض المقترح الروسي، فيما يتوقع أن يبدأ الائتلاف مشاورات مع الجيش الحر والقوى العسكرية في الداخل لإطلاعها على ما يجري من تطورات.