المخرج الإيطالي دينو ريزي أحد عظماء السّينما الإيطاليّة ولد في 23 كانون الثاني 1916 في ميلانو وأصبح في خمسينيات القرن الماضي أحد أكبر مخرجي الأفلام الكوميدية الإيطالية مع أفلام حققت نجاحا كبيرا مثل "ال سورباسو" و«اي موستري". وكان ريزي استعان في أفلامه بأسماء لامعة في السينما الإيطالية في النصف الثاني من القرن العشرين على غرار فيتوريو غاسمان والبيرتو سوردي واوغو تونياتسي وصوفيا لورين. ونال ريزي الأسد الذهبي خلال مهرجان البندقية عن مجمل أعماله. وأشادت صحيفة "لا ريبوبليكا" بريزي بقولها "كان مع ماريو مونيتشيلي وناني لوي وايتوري سكولا ولويجي كومنشيني من عمالقة الكوميديا الإيطالية". وكتبت "لا ستامبا" أن ريزي "أنتج أفلاما طبعت تاريخ السينما". دينو ريزي أصبح يتيما في سنّ 12 وربي من قبل أصدقاء العائلة والأقارب. درس الطب لكنه أصبح مخرجًا بالصّدفة البحتة. في عام 1940 تقابل ألبرتو لاتيودا في بوتيك صديق. أخبره لاتيودا: نحتاج لمخرج مساعد لفيلم أنتيكو بيكولو بموندو (1941). هل تشارك ؟«. قبل ريزي، فقط على سبيل الدّعابة، ليس للعمل. بعد ذلك، أصبح سيتناريست وفي وقت الفراغ، كتب بعض المقالات لجريدة محلّيّة. بعد الحرب العالميّة الثّانية، قابل منتجًا موّل أفلامه القصيرة. أحد هؤلاء، بوو في سالا (1948)، اُشْتُرِيَ من قبل كارلو بونتي. في تلك النّقطة، ريزي قرّر أن يصبح مخرجا. لذا ذهب إلى روما وكتب بيلي أمّ بوفيري (1957). لكنّ الفيلم الّذي غيّر حياته كان الحياة السّهلة (1962). في ليلة الافتتاح، ريزي والمنتج ماريو سيكهي جوري كانا ينتظران خارج دار العرض السّينمائيّ: كانا قلقين لأنّ الجمهور لم يكن يجيء لرؤية الفيلم. لذا رجع ريزي إلى البيت، تعيسا. لكنّ، بعد ثلاث ساعات ناداه صديق: دينو، الأخبار الرّائعة ! يل سورباسو حقق نجاحًا !". اليوم بِيعَتْ كل التذاكر في دار العرض السّينمائيّ. وريزي أصبح نجمًا. في أوائل الخمسينيّات، كانت السّينما الإيطاليّة تبتعد عن الحركة المشحونة سياسيًّا المعروفة الواقعية الجديدة، بوصف الحياة اليوميّة الشّبيه بالفيلم الوثائقيّ والصعوبة الخاصّة بها. مضيفًا عنصر العاطفة والكوميديا، كسب ريزي بسرعة العاطفة الإيطالية العامّة المشتاقة أن تضع صدمة الحرب في الماضي. كان واحداً من الذين أسسوا لتيار كبير في السينما الإيطالية هو تيار الكوميديا السياسية. أظهرت أفلامه الجوانب السّيّئة و الجيّدة للحياة في إيطاليا ما بعد الحرب. وحقق طوال مساره المهني الممتد بين 1941 و2002 (حين حقق عمله الأخير "صبايا ملكة جمال ايطاليا")، أكثر من 50 فيلمًا. ومعظم هذه الأفلام أتى ترفيهياً خالصاً، محققاً لمنتجيه مردودات كبيرة. ولكن في خضم ذلك حقق ريزي أفلاما تستحق بالفعل أن تدخل بقوة في تاريخ السينما الإيطالية المميزة. وتستوقفنا دائماً، أفلام بعلامات، تحمل توقيع صاحب "المسيرة إلى روما" (1962) الذي يعتبر من أكثر أفلام ريزي قوة وشعبية ومسماراً أساسياً دقّ في نعش الفاشية الإيطالية، مثل: (فضيحة في سورينتو، 1955)، التّألّق السينمائي لصوفيا لورين وفيتوريو دي سيكا. (فيدوفو الأرمل. 1959)، مع ألبرتو سوردي في دور البطولة، (الحياة السّهلة، 1962)، في كثير من الأحيان ذكر كتحفة ريزي، غاسمان يلعب دورا ماجنا ضحلًا يصادق طالب حقوق صغير (جان-لويس ترينتيجنانت) ويحاول تعليمه طرقه الاستغلاليّة السّاخرة للوصول إلى ما يريده من الحياة. يسجّل ريزي إحساس الطّالب المتنامي بحدّة وصراعاتهما السّيكولوجيّة والسّياسيّة و«الوحوش" (1963)، و«باسم الشعب الإيطالي" (1971) الذي دنا فيه المخرج من مسألة القضاء وعلاقته بالمضاربات العقارية، و«خطف على الطريقة الإيطالية" (1972) و«عطر المرأة" (1974) الذي استعيد في فيلم أميركي لعب فيه آل باتشينو، دور الأعمى الذي كان لعبه فيتوريو غاسمان في فيلم ريزي وهو يُحْتَسَب ببدء التألق المهني ليس فقط لغاسمان، بل أيضًا لصوفيا لورين وألبرتو سوردي. و«نفوس ضائعة" (1975) و«غرفة القسيس" (1976) و«شبح الحب" (1981) و«الملك الطيب داغوبير" و«مجنون الحرب" و«فالس الحب" (1990). ومما ينسب إليه من منطلق الإشادة أنه عندما أصبح مخرجاً كان يساعد الممثلين والممثلات في بداية مشوارهم على الصعود والارتقاء، ومن بين من ساعدهم، حتى أصبحوا نجوماً "صوفيا لورين". توفي في فندق روما حيث قد عاش منذ ترك زوجته كلوديا منذ 18 سنة، عن 91 عاما.