معذرة سيدي الرئيس.. إن أنا أخذت من وقتك القليل، فها أنا أكتب لك هذه الرسالة من أعماقي، طبعا لا كراهية ولا ضغينة ولا استهزاء بمشاعر فرنسا العظيمة بأمثالك يا سيدي الرئيس.. هل تعلم أنني اكتشفت في خطابك الأخير أننا مجرد برابرة آكلي اللحوم ومحرقي المزارع والمداشر، الدليل على ذلك أن جد جدي جاء على متن باخرة إلى شواطئ مارسيليا في العام 1830، ولم يكن جدي وحده، بل كان رفقة عساكر عديدين مدججين بالأسلحة، وكان رفقتهم رجال دين مبشرون.. كنا غاضبين وثائرين لأن دايكم في باريس أهان قنصلنا الموقر وعقدنا العزم أن نؤدب دايكم في باريس فاتجهنا نحن البرابرة إلى شواطئ مارسيليا.. وبالفعل قدمنا إلى هناك، ونزلنا على شواطئ مارسيليا واستولينا على مفتاح باريس عنوة.. وقمنا بطرد دايكم إلى روما وقمنا باحتلالكم بالعنف والقوة، فاستولينا على أراضيكم واستقدمنا معمرين بائسين وأعلناها صراحة فرنسا جزائرية.. فقمنا بمحاربة لغتكم الفرنسية وأحللنا محلها اللغة العربية، وقمنا بتجهيل شعبكم وفرضنا عليكم نحن البرابرة قوانيننا وبقينا في أرضكم أكثر من قرن.. وبالفعل نحن البرابرة استسلمنا في نهاية المطاف عندما قام الثوار الفرنسيون بإعلان حرب تحريرية ضدنا... وها أنتم تنعمون بالاستقلال منذ 50 سنة، لكن مشكلتكم أنكم بقيتم دائما تحنون إلينا وكنا نحن المعروفون بنفاقنا نغازلكم نهارا ونشتمكم ليلا وفي السر... واليوم ها أنا أقدم لكم اعتذاري باسم ماضينا الاستعماري وباسم بارباريتنا.. أتمنى أن تقبلوا كل الاعتذارات وأقول لكم قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.. آمين.