تابعت طويلا عبر اليتيمة وأخواتها وقنوات فرنسا الحديث الطويل عن زيارة " سي ميسو هولند" لبلاد سيدي عبد الرحمن، باهتمام بالغ، لدرجة أني نمت وأنا أتابع الحدث أتناول عشائي طاس لبن وكسرة مطلوع، ولم اشعر إلا أنا في الغرفة السفلى مثلي مثل " نواب الأمة" أتباع باهتمام خطاب الرئيس الفرنسي "سي ميسو هولند" وهو يذرف الدموع ويعتذر بشدة، حيث لم يستطع أن يتمالك نفسه في كل مرة يردد فيها اعتذار فرنسا للجزائر، وحسب ما شهدته وسمعته بأذني ورأيته بأم عيني فإن "سي ميسو هولند" كان يجهش بالبكاء، وكلما قال أعتذر لكم باسم فرنسا، وما ان يأتي ليكمل جملته حتى يصفق له " نوائبنا بحرارة طويلا ويقفون له احتراما وإجلالا، و يهتف نواب الأرندي والأفلان " تحيا سي ميسيو هولند"، ويكبر الإسلاميون ويرفعون الأكف بالدعاء ل"سي مسيو هولند" بطول العمر وزيادة البركة، وان يهتدي الرجل للإسلام على يديهم ويدخلونه الجنة، بينما يقف نواب الأرسيدي واثقين في أنفسهم ويبتسمون ابتسامة استهزاء من الوطنيين والإسلاميين كأنهم يقولون في قرارة انفسهم قلنا لكم أن فرنسا ستفعلها ولا داعي لمعاداتها، بينما يقف نواب لويزة حنون حذرين لا مصفقين ولا مهللين، ويواصل "سي ميسو هولند" خطابه ويحاول في كل مرة الاعتراف، ولكن هذه المرة يقدم له البرتوكول كوب ماء، و في هذه المرة تدخل رئيس الغرفة السفلى العربي ولد خليفةوطلب من النواب الهدوء وأن يتيحوا للضيف الاعتذار، وهذه المرة نطقها هولند " أيها الجزائريين ان فرنسا الرسمية تعتذر لكم"، وخيم الصمت على الجميع، لكنه واصل " إننا نعتذر لكم عن عدم منحكم التأشيرات، ولكننا ها نحن نعوضكم، ولن نترككم تتعبون في السفر، لذا قررنا أن نأتي نحن إليكم، إننا فعلا نعتذر على هذا التقصير" ، ولم اشعر إلا وطاس اللبن قد تدفق على صدري، وأنا اصرخ " يخدع لي يامنكم" .